ضابط شرطة يعود إلى مزاولة عمله بعد بتر يده في معارك الخرطوم

0

عميد شرطة معاش عمر محمد عثمان يكتب.. ما بين غسان وزيد بن صوحان العبدي

 

في لحظات البطولة والتضحية، تتلاقى قصص الصحابة الأبرار مع أبطال العصر الحديث، فنرى فيهم مثالا يحتذى به في الإقدام والشجاعة والتضحية. زيد بن صوحان العبدي، الصحابي الجليل الذي أثبت بأفعاله معاني الشجاعة والإيمان العميق، حين قاتل في معركة القادسية وثبت وحيد فتجمع عليه عدد من الفرس، فحاصروه فثبت لهم، وظل يقاتلهم وحيدا، حتى تمكن أحدهم منه، فضربه بسيفه ضربة قطعت يده من أعلى الكتف، فوقعت على الأرض، وتحامل زيد على جرحه، وظل يقاتل بيده الأخرى، حتى تمكن من الوصول إلى مواقع المسلمين لتتلقفه الأيدي المؤمنة تضمد جراحه، وهو لا يفتأ يدعو الله -عز وجل- أن تتحقق فيه رؤيا رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه، فيلحق جسده بيده إلى الجنة.

 

ومن جانب آخر، تحدثنا الأخبار عن البطل المغوار الرائد شرطة غسان أحمد إبراهيم، الذي استجاب لنداء الواجب وعاد من أداء العمرة لينضم إلى معسكر الاحتياطي المركزي ويدافع بكل شجاعة وبسالة عن أرضه ومؤسسات دولته.- علما بأنه يتبع للإدارة العامة للمرور وليس لقوات الاحتياطي المركزي- وظل يقاتل ببسالة وشراسة متقدم الصفوف حتى بترت يده في سبيل الدفاع عن وطنه وقيمه ومبادئه بارا بقسمه “أقسم بالله العظيم أن أنذر حياتي لله ثم لخدمة الوطن والشعب وحماية الدستور بكل صدق وأمانة وأن أكرس كل وقتي وطاقتي طوال مدة خدمتي لتنفيذ الواجبات الملقاة على عاتقي بموجب قانون الشرطة أو أي قانون آخر ساري المفعول أو أي لوائح وأن أنفذ أي أمر مشروعا يصدر إلى من رئيسي الأعلى وأن أبذل قصارى جهدي لتنفيذه حتى لو أدى ذلك إلى المجازفة بحياتي”

 

و اليوم، عاد غسان إلى العمل وهو يرتدي زيه الشرطي الأبيض المميز، يحمل وسام الفخر والعز، إذ تمكنت يده من الوصول إلى الجنة -بإذن الله- تعالى

 

بالتأكيد، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان، فإننا بحاجة ماسة إلى أمثال غسان وآخرين مثلهم، الذين يتجاوزون الانتماءات الفردية ويعملون بتجرد ونكران ذات من أجل خدمة الوطن ورفعته إنهم الذين يضعون مصلحة السودان فوق كل اعتبار، ويسعون جاهدين لتحقيق الاستقرار وتثبيت أركان الدولة وبتضحياتهم وتفانيهم في العمل، يمكن لأمثال غسان أن يكونوا عاملا حاسما في إخراج السودان من هذه الأزمة -بإذن الله- تعالى. فهم يمثلون الأمل والطموح لبناء مستقبل أفضل للسودان، ويمكنهم أن يساهموا في تحقيق الاستقرار والسلام الذي يتطلع إليه الشعب السوداني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.