هناك فرق- منى أبوزيد- تحولات تعنينا
“الخوف يا ابن الخوف، لحنٌ ناقصٌ في الضوء، لون قصيدةٍ مُختلة.. أقوى انتصارات الحديد هزيمةٌ، والبندقية مومس مُنحلَّة”.. الشاعر أحمد بخيت..!
إذا طلبت من أي مواطن سوداني “أصيل” أن يقوم بتقريب “كسر” عداوته مع مليشيا الدعم السريع – وجناحها السياسي، ومجموعة الحكام الأفارقة المُرتشين الذين استقبلوا من يقال إنه حميدتي – إلى أقرب “عدو” عشري، فإن الإجابة المنطقية الوحيدة ستكون هي “حكومة الإمارات العربية المتحدة” باعتبارها أقرب “عدو” في منزلة الآحاد..!
وإذا طلبت من ذات المواطن السوداني “الأصيل” أن يدعو الله في ساعة استجابة بأن يضرب بعض الظالمين بالظالمين فمن المؤكد أنه سوف يدعو الله بأن يضرب مليشيا الدعم السريع بحكومة الإمارات..!
شأنه في ذلك شأن ملايين الفلسطينيين الذين قال لهم ربهم أدعوني أستجب لكم، فدعوه بأن يدك حصون الحلف الأمريكي الإسرائيلي الذي ظلت الإيباك ومنظمات الصهيونية في أمريكا تغذيه بمالها ونفوذها حتى آيس البعض من رَوح الله..!
لكن بعض التحولات في المواقف الشعبية العالمية، والانتصارات الإنسانية على المسرح الكوني أكدت أن الشعوب في أمريكا وفرنسا وغيرهما قادرة على أن تقلق هجعة أحلاف الشر في تلك البقاع، فلا نبالغ نحن في السودان إذن إن تفاءلنا باندحار شرور الحلف المليشي الإماراتي..!
لأنه تفاؤل مبني على توقعات وتحليلات لأحداث عالمية مهمة وذات صلة ببعض الأحلاف التي يعنينا أمرها على امتداد هذا العالم. تظاهرات طلبة جامعة كولومبيا الرافضة للحرب على غزة امتد تأثيرها إلى جامعات أخرى مثل جامعتي ييل ونيويورك..!
ثم امتد الأمر إلى فرنسا التي نظم طلاب جامعة العلوم السياسية فيها وقفة احتجاجية للتنديد بالإبادة الجماعية المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. حدث هذا في بلد ما تزال تحكمها المعايير المزدوجة بشأن إسرائيل..!
هذه التحولات الكبرى في مواقف ووقفات بعض الضمائر الشعبية في أمريكا وفرنسا بشأن القضية الفلسطينية تؤكد أن الطرق المتواصل لإيصال أصوات المكلومين والمستضعفين يؤتي أُكُله ولو بعد مرور عقود من الزمان..!
كما أن هذه التحولات المهمة تستدعي أن نكرم في هذا المقال سيرة كاتبين عظيمين وقفا مع حقوق الفلسطينيين وضد تمدد نفوذ اللوبي الصهيوني في بلديهما..!
الكاتب الأمريكي والسيناتور السابق “بول فيندلي” الذي قرأت له كتابين مهمين يستعرضان جرائم العلاقات الأمريكية الإسرائيلية هما “من يجرؤ على الكلام” و”الخداع”، والذي رحل قبل بضع سنوات بعد أن هزمته معاداة الصهيونية وأنصفه التاريخ..!
والكاتب والمحلل الاستراتيجي الفرنسي “باسكال بونيفاس” الذي كتب مولفات مهمة، مثل “نحو الحرب العالمية الرابعة” و”حروب المستقبل” و”فرنسا ضد الإمبراطورية”، والذي قرأتُ له كتاب “من يجرؤ على نقد إسرائيل” الذي استعرض فيه موقفه الأخلاقي من اللوبي الصهيوني في فرنسا..!
لله درهما ودر أمثالهما من أهل الإنسانية الذين لا تعتمد مواقفهم على ما يُكتب في خانة الجنس أو الجنسية!.
صحيفة الكرامة
munaabuzaid2@gmail.com