الأهداف الاستراتيجية لإثيوبيا في البحر الأحمر.. هل ينجح المخطط ؟
كتب المحلل السياسي التركي أوموت كاجري ساري قائلا: ترى إسرائيل بأن البحر الأحمر عمقها الاقتصادي والقومي ومنذ اندلاع أحداث السابع من أكتوبر اصبح التغيير في باب المندب والقرن الإفريقي حاجة ملحة للمخطط الإسرائيلي من خلال العبث بحدود المنطقة وتقسيمها
هذه الخريطة أدناه للقرن الأفريقي كما تلاحظون
في الخريطة تظهر “أرض الصومال الانفصالية” التي تحاول الانفصال عن الصومال منذ عام 1991 وإلى اليوم لا يوجد أي دولة في العالم تعترف بها بشكل رسمي كدولة مستقلة !
إسرائيل تدعم هذا الانفصال بشكل غير معلن ، لكنها لا تستطيع الإعلان عنه بشكل رسمي كي لا تخسر الاتحاد الأفريقي الذي يرفض الانفصال ، لكن مع وجود دول أفريقية مثل إثيوبيا تلوح بالاعتراف قد يكسر هذا الحاجز .
إثيوبيا كما تعلمون وكما تشاهدون في الخريطة أعلاه دولة حبيسة بلا بحر ، وتعتمد بشكل كلي على ميناء جيبوتي وهو ما يجعلها رهينة لهذا الاحتياج !
مؤخرا وقعت إثيوبيا مذكرة تفاهم مع “أرض الصومال الانفصالية”
تتيح هذه المذكرة حصول إثيوبيا على ممر بحري عبر ميناء بربرة ويجعلها لاعب أساسي في البحر ، بالإضافة للأخبار التي تحدثت عن اتصالات إسرائيلية مع “أرض الصومال الانفصالية” لنقل سكان غزة وتهجيرهم في أرض الصومال مقابل الاعتراف الأمريكي بهم كدولة ، لكن الحديث عن هذا الملف توقف منذ توقيع اتفاقية شرم الشيخ التي وقفت بسببها الحرب في غزة
إسرائيل بشكل رسمي تدعم المخطط الإثيوبي في الدخول للبحر على باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر وقام السفير الإسرائيلي في إثيوبيا أكثر من مرة بدعم هذا الهدف بشكل علني ، فوجود لاعب كبير مثل إثيوبيا على مياه البحر الأحمر سيعزز من نفوذ إسرائيل بشكل متزايد مما يشكل خطرا على مصر المتضرر الأكبر بالإضافة لدول القرن الأفريقي مثل أريتريا التي لا تربطها بإثيوبيا علاقات جيدة بل حروب متقطعة.
غالبية الدول المشاطئة للبحر الأحمر ترفض وجود أي دولة جديدة على مياه البحر الأحمر لأن ذلك سيوتر الوضع الإقليمي بشكل متزايد، وتم تأسيس ” مجلس الدول المشاطئة للبحر الأحمر” يضم كل دول البحر الأحمر كي يتولى المجلس التنسيق بين الدول الأعضاء ، وتم إجراء تمارين عسكرية لدول هذا المجلس قبل فترة في السعودية باسم ” تمرين الموج ٨”
مؤخرا وبعد السابع من أكتوبر استخدم الحوثي باب المندب لضرب السفن الإسرائيلية مما عزز من اهتمام المخطط الاستراتيجي الإسرائيلي بشأن هذا البحر الأحمر ،يتزامن ذلك مع إطلاق إثيوبيا لسد النهضة الذي وتر علاقتها بشكل متزايد مع مصر بالإضافة للرغبة الإثيوبية باستغلال تقسيم الصومال وهي دولة عربية كي تستفيد من الوصول لهذا للبحر والتأثير في مياه خليج عدن وباب المندب !
الأحداث الأحادية الأخيرة في اليمن والتي اشغلها المجلس الانتقالي في حضرموت كشفت عن خبر خطير نشرته التايمز البريطانية وكبرى الصحف الإسرائيلية عن وجود اتصالات بين المجلس الانتقالي وإسرائيل بخصوص إقامة علاقات بين إسرائيل والمجلس وعرض خدامتهم في البحر الأحمر، وقد صرح عيدروس الزبيدي أكثر من مرة بشأن الرغبة بإقامة علاقات مع إسرائيل وجعلها لاعب الملف
يتزامن كل ذلك مع ما يجري من حرب في السودان لإضعاف الدولة السودانية وتعطيلها .
البحر الأحمر نار تحت الركام
