لماذا استدعت السعودية الرئيس الإريتري أسياس أفورقي؟

0

لماذا استدعت السعودية الرئيس الإريتري أسياس أفورقي؟.. مطامع البحر الأحمر

بقلم- غاندي إبراهيم- في خضم الصراع المتصاعد حول البحر الأحمر، وفي ظل السباق الدولي والإقليمي المحموم للسيطرة على أهم ممر مائي في العالم، تبرز الزيارة المفاجئة التي دعا إليها ولي العهد السعودي للرئيس الإريتري أسياس أفورقي كحدث لا يمكن المرور عليه مروراً عابراً، زيارة أتت في وقت حساس ودقيق، حيث تتزاحم الأطماع، وتتمدّد الأذرع، وتتعاظم المخاوف من تحولات جيوسياسية تعيد رسم خرائط النفوذ في المنطقة.

 

لم يعد البحر الأحمر مجرّد منفذ تجاري أو ممر دولي للطاقة والتجارة، بل أصبح اليوم ساحة ساخنة تتقاطع فيها مصالح القوى الكبرى والإقليمية.

 

وفي مقدمة اللاعبين تأتي الإمارات التي لا تخفي اندفاعها المحموم للسيطرة على الموانئ، وامتلاك نقاط نفوذ كبيرة فيه، في سباق يبدو أنه تجاوز حدود الاقتصاد إلى مشروع استراتيجي طويل المدى، وما الحرب التي اشعلتها في السودان الا جزء من ذات المطامع والصراع.

هذا التمدّد يثير قلقاً متصاعداً لدى دول الإقليم، وفي مقدمتها السعودية التي تدرك أن مستقبل أمنها القومي مرتبط مباشرة بما يجري على ضفتي البحر الأحمر.

 

اختيار السعودية دعوة أفورقي في هذا التوقيت لا يمكن فصله عن جملة من التطورات:

 

1- الوجود الإماراتي المتعاظم في إريتريا، لا سيما في ميناء عصب الذي بات منصة نفوذ متقدمة لأبوظبي.

2 – الصراع على الموانئ السودانية ومحاولات إعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية عبر ضغوط واستثمارات مشروطة.

3 – التخوف السعودي من تغير موازين القوى في البحر الأحمر لصالح أطراف غير منسجمة مع رؤيتها الأمنية.

4 – رغبة الرياض في إعادة ترتيب أوراق البحر الأحمر عبر إشراك الدول المحورية وتطويق التمدد الخارجي غير المنضبط.

 

السعودية تدرك أن إريتريا لاعب صامت لكنه محوري، وأن تقارُب الرياض مع أسمرا يعني بالضرورة تحجيم أي نفوذ آخر قد يتمدد على حساب استقرار المنطقة.

 

المنطقة اليوم على مشارف صراع مفتوح، قد لا يكون عسكرياً، لكنه سباق نفوذ لا تقل خطورته، السعودية تتحرك لحماية أمنها ومصالحها، الإمارات تتحرك لإعادة هندسة المجال البحري بما يخدم أجندتها الاقتصادية والعسكرية.

 

وإريتريا تتحرك لابتزاز الجميع واستثمار موقعها الاستراتيجي الذي ينفتح على ممر دولي حاكم.

الزيارة ليست بروتوكولية.

 

وليست خطوة دبلوماسية عادية، إنها أمنية في المقام الأول، وجزء من معركة مفتوحة على البحر الأحمر، معركة تُكتب تفاصيلها الآن، ومن يغفل عنها سيفقد موقعه ودوره وربما سيادته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.