الجيش السوداني يقرر النهاية من قلب كردفان
بقلم.. مكاوي الملك- مجزرة النهاية في كردفان… بالواضح المافاضح كدا: الجيش السوداني قرر ينهيها من قلب كردفان
ليس صدفة أن تُسحب المليشيا بكل قوتها إلى هناك “دي خطة” محسوبة بدقة لاستنزافهم وضربهم في المكان الوحيد الذي يفقدون فيه ميزة الامدادات الحدودية وارهاق المليشيا نفسيا بعيداً عن حواضنهم ويقع فيه منظوماتهم الجوية تحت مدايات الطيران وتدميرها تدريجياً
الحقيقة الجيش يعرف حاجة مهمة جداً:
لو المعارك انتقلت الى دارفور وطولت في دارفور … بعض “الحلفاء-الداعمين” والدوائر الدولية حتبدأ تفكر في سيناريو التقسيم كحل سهل لوقف النزيف عشان كدا معركة الحسم اتنقلت لوسط السودان… حيث لا يمكن للمليشيا أن تبني مشروع دولة..ولا يمكن للعالم أن يبرر لهم أي مكاسب
كردفان هي معركة الإغلاق… المعركة التي تُدفن فيها آخر أوهام التقسيم.. وتُكسر فيها أنفاس المليشيا للأبد
اطمئنوا… الحرب لم تعد “حرب مساحات” بل حرب معادلات عسكرية دقيقة لا تفهمها المليشيا
كل ما يروّجونه عن “الاقتراب من الأبيض” أو “التمدد للنيل الأزرق” ليس تقدّماً… بل هجوم إعلامي لتعويض العجز الميداني والحرب النفسية…نفس الأسطوانة القديمة… فيما الواقع مختلف تماماً
لنفهم المشهد كما هو… بالعقل لا بالتهويل:
أولاً: الفاشر لم تسقط عسكرياً… سقطت إنسانياً تحت حصار خانق لعامين
• المدينة كانت مغلقة من كل الاتجاهات
• تشويش اتصالات في الأيام الأخيرة
• آلاف المرتزقة المدعومين من أبوظبي عبرو بالحدود التشادية وجنوب السودان وافريقيا الوسطى وليبيا
• قصف مكثّف فوق تجمعات المدنيين
الجيش انسحب لإنقاذ مايمكن انقاذهم من المدنيين… وليس بسبب اختراق عسكري
وما حدث بعدها كانت الفضيحة العالمية وموثّق دولياً:
– إبادة جماعية الدور الإماراتي في الإبادة
– جرائم الحرب والقتل على الهوية
– تهريب عسكري إماراتي
– تقارير عالمية تُطالب بوضع المليشيا على قائمة الإرهاب
ثانياً: بابنوسة… لم تسقط المدينة بل سقطت الفرقة المحاصَرة فقط
الفرقة كانت محاصَرة لعامين—نفس سيناريو الفاشر
قبل سقوطها بوقت قصير نقلت المليشيا منظومة دفاع جوي من دارفور إلى بابنوسة وبالتحديد قبل تحطم طائرة الشحن الجوي في بابنوسة بيومين… لأن الطريق كان مفتوحاً أساساً بسبب الحصار الطويل
وهنا النقطة الذهبية لفهم كل شيء:
• موقع الفرقة في بابنوسة مكشوف بالكامل
• ثانياً بعد المنظومة الطيران لا يستطيع إسقاط الذخائر لها بأمان
• الإمارات دفعت بمسيّرات متطورة أربكت القوات
فأصدر الجيش أمراً واضحاً: انسحاب تكتيكي نحو القاعدة الثانية… وليس سقوطاً للمدينة
وهنا لبّ الحقيقة التي تغيّر المعادلة كاملة:
كل مدينة سقطت… كانت مكشوفة للمسيرات ومحاصَرة بالكامل لعامين
وكل مدينة غير مكشوفة للمسيرات ومحاصَرة من كل الاتجاهات … لن تسقط مهما علت الضوضاء
لماذا؟
لأن المليشيا لا تتقدم إلا خلف منظومة دفاع جوي ترافقها
وفي المحاور المتقدمة مثل تخوم الابيض
تصبح تحريك أي منظومة دفاع جوي:
• هدفاً مكشوفاً للطيران
• غير قابلة للحماية
• وغير قابلة للنقل أصلاً لمسافات طويلة
• وفي كل مرة يحاولون تحريكها… تُدمر وتكلفة المنظومة الواحدة بملايين الدولارات
والنهاية: أكبر فضيحة اليوم ليست الفاشر فقط … بل بابنوسة.. الفاشر فضحت جرائمهم وداعيمهم وبابنوسة كشفت للعالم اكاذيبهم
المليشيا أعلنت قبول “هدنة” بإخراج إماراتي قذر لتلميع صورتها بعد جرائم الابادة في الفاشر …
رفض الجيش الهدنة!
ظن العالم أن المليشيا “تبحث عن السلام”!!
بعد أيام فقط… دخلوا القاعدة في بابنوسة وكشفوا حقيقتهم:
• خرق الهدنة التي صنعوها هم
• قتل ونهب
• كذب موثّق
وهذه الصفعة السياسية دمّرت مشروع أبوظبي دولياً
الخلاصة
• لا مدينة مكشوفة وغير محاصَرة بالكامل بريا وجويا مهددة بالسقوط—إلا إذا حملت المليشيا معها منظومة دفاع جوي..وهذا مستحيل الآن
• النيل الأزرق خارج اللعبة تماماً
• الأبيض خط أحمر جوي لا يمكن تجاوزه
• الجيش الان ينفّذ استنزافاً جوياً منظماً ضربات جوية مكثفة خلال الساعة … يحرق القدرات قبل ساعة الحسم
• خطّ سقوط “المناطق المحاصَرة مسبقاً” انتهى بالكامل… ولن يتكرر
الرسالة الأخيرة
ما يحدث ليس تراجعاً للجيش… بل انهيار تدريجي ومدروس لقدرات المليشيا.
وما سيحدث قريباً… سيكون نقطة التحوّل الكبرى في الحرب.
