متابعات- الزاوية نت- وصف سيزار ساباس الباحث في العلوم السياسية بجامعة تولوز الفرنسية، ما حدث من اتفاق ومقترحات بين السعودية والولايات المتحدة بشأن الأزمة في السودان، بأنه قد يمثل بداية أمل جديد للسودان، سيما وأنه يتضمن ثلاثة مراحل تبدأ بوقف إنساني لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر.
وقالت ساباس إن الطرح يعكس جدية غير مسبوقة من جانب واشنطن والرياض في معالجة الأزمة السودانية التي تحولت إلى كارثة إنسانية وجيوسياسية منذ اندلاعها عام 2023م من خلال الصراع الدموي الذي يجري بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وأكد أن الإطار الجديد يتضمن ثلاث مراحل مترابطة تشمل وقف إنساني لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر السماح بفتح الممرات الإنسانية وتوصيل المساعدات العاجلة ووقف دائم لإطلاق النار يضمن استقرارًا أوليًا، فضلا عن انتقال سياسي لمدة تسعة أشهر يقود إلى حكومة مدنية منتخبة، تعيد الشرعية السياسية وتفتح الطريق أمام التنمية المستدامة.
وتهدف الخطة إلى إعادة السودان إلى مسار الحكم المدني، بما يتماشى مع خطط الاتحاد الأفريقي لإعادة بناء المؤسسات وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
ولعبت واشنطن دورًا محوريًا في صياغة خريطة الطريق، حيث كُلّف الرئيس ترامب مستشاره مسعد بولس منذ أبريل 2025 بقيادة المبادرة الأمريكية، كما عززت لجنة العمليات المشتركة للرباعية، التي أُنشئت في أكتوبر، التنسيق الدبلوماسي بين الأطراف.
ناقش ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الملف مباشرة مع ترامب، الذي أعلن التزامه الشخصي بإنهاء الحرب، في موقف أمريكي يعتبر الأقوى منذ بداية النزاع.
تمتلك واشنطن أدوات ضغط قوية تشمل العقوبات وقدرة على حشد أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، فيما توفر الرياض نفوذًا إقليميًا يضمن جدية الأطراف السودانية.
هذا التناغم بين واشنطن والرياض يعكس إدراكًا مشتركًا بأن استمرار الحرب يهدد أمن البحر الأحمر وسلاسل الإمداد العالمية، ويتيح لقوى مثل روسيا وإيران فرصة لتعزيز نفوذها.
ويأتي أهمية السودان الاستراتيجية بالنسبة لكل من واشنطن والرياض من كونه يحتل موقعًا استراتيجيًا على البحر الأحمر، حيث تمر خطوط الملاحة الحيوية لسلاسل الإمداد العالمية، ولذلك فإن استمرار الفوضى يفتح الباب أمام روسيا وإيران لتعزيز نفوذها، وهو ما تسعى واشنطن والرياض لمنعه عبر هذا الاتفاق وأن الاستقرار سيحمي الاستثمارات الخليجية، ويعزز مشاريع التنمية الأمريكية في أفريقيا، ويحد من موجات جديدة من اللاجئين إلى دول الجوار.
وأشار ساباس إلى أن نجاح الاتفاق يعتمد على الإرادة السياسية للأطراف السودانية واستمرار الضغط الدولي بقيادة واشنطن والرياض، بما قد يفتح الباب أمام إغاثة عاجلة لملايين السودانيين، وقف شامل لإطلاق النار، وانتقال سياسي يعيد الشرعية ويؤسس لحكومة مدنية.
