ياسر عرمان يكتب.. تلك صورتنا الأخيرة في الخرطوم
كتب ياسر عرمان تحت عنوان “في الخرطوم كانت تلك صورتنا الأخيرة.. 63 عاماً من محبة أمي التي لا تزال”.. 5 أكتوبر 1962 – 2025 اليوم أصلُ إلى مرافئ 63 عاماً من عمري، أول من أتذكر عشية هذا اليوم وفي صباحه و مساءه، أمي تلك السيدة الصالحة والفالحة وقد استمدت حكمتها من تربية وتربة بلادنا الفارعة التي اصلها في السماء وجذرها في الأرض رغم الحرب وسوء الحال، في هذه الصورة الأخيرة في منزلنا في الخرطوم من ضمن صور أخرى أخذتها معها ضد عاديات الزمن وهي تصلي لمليك رحيم ولطالما شملتني بدعواتها ولا تزال.
في الصورة الأخرى مع والدي الذي تعود اليه وامي كل ما حصدته من التربية وهو الذي البسني ثوبه من فوق الرمال فلبسته ومشيت وسط الرجال والنساء، في عبارة معدلة من صلاح جاهين، ابي الذي أمضى شهور وسنوات حرب 15 أبريل القاسية والعجاف وسط اهله فاتحاً قلبه وبابه، هذا الأستاذ الجليل الذي لكم علم ودرس ورتل القرآن بصوت جميل جهير، وامتد تعليمه وتدريسه لجبال وبلاد اليمن الذي سيكون يوماً سعيداً ينهي الحروب فهو من اصل وشعب عظيم.
بلادنا كانت تستحق ولا تزال افضل من رؤية الخروج في تظاهرة ضد الفدرالية أو ان يتعقب العسس ملابس النساء، وان يستجدي إنسانها او يحارب من أجل ان يعترف له بلغته وثقافته او دينه المختلف، فقد خلق الله البشر مختلفين وان من حق الناس على الدولة ان تحترم حق الآخرين في ان يكونوا اخرين.
نبذل مع جمع الناس وأقوام السودان ما تبقى من عمرنا من أجل (اتحاد سوداني) شمالاً وجنوباً قائم على احترام دولتي السودان وان تكون الكرامة للجميع وان نقتسم قبل الخبز، الحرية والسلام والعدالة والتحرر والمواطنة بلا تمييز.
المجد لضحايا الحروب والفقراء في بلادنا.
ياسر عرمان