متابعات- الزاوية نت- كشفت مصادر مطلعة أن الأجهزة الأمنية في السودان أحبطت مخطط انقلاب في مراحله الأخيرة، حاولت المجموعة المتهمة بالانقلاب استغلال التوتر في الرأي العام على خلفية إجراءات الترقي والمعاشات التي أعلنها الجيش.
ونوهت مصادر إن المجموعة الانقلابية تكونت من ضباط معاشيين وأحدى اجنحة المؤتمر الوطني، وكشفت مصادر عن اعتقال مولانا أحمد هارون رئيس المؤتمر الوطني المفوض على خلفية الاتهامات بالانقلاب، بينما لم تصدر تأكيدات أو نفي رسمي من قبل الحزب.
وكانت السلطات الأمنية في السودان، قد اعتقلت، اللواء عبد الباقي بكراوي وضابط اخر اتهما في سبتمبر من العام 2021 بتدبير محاولة انقلابية.
ويأتي اعتقال بكراوي في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء بعد يومين من إحالات واسعة في صفوف قادة بارزين في الجيش بمن فيهم قائد سلاح المدرعات السابق، اللواء نصرالدين عبد الفتاح والذي كان اتهم في المحاولة الانقلابية نفسها.
واحال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أمس الأول اللواء بكراوي وعدداً من الضباط المتهمين معه في المحاولة الانقلابية إلى التقاعد.
وقال الصحفي محمد المبروك إن الإسلاميين”-غالب الناشطين” وسطهم- تستفزهم دعايات اعدائهم مخدومة ومدروسة من غرف اعلام “أبوظبي” في التايم لاين السوداني وانساقوا وراء الدعاية وصدقوا أن تحرك البرهان الأخير نحو وقف الحرب في سويسرا، والذي جاء بتنسيق قطري سيكون على حسابهم فضجوا وصرخوا بأنهم مستهدفون فحركوا قرون استشعار الجيش.
وقال الصحفي عثمان ميرغني إن الأمر يحتاج إلى شرح، للإجابة السؤال “انقلاب عسكري بعد يوم واحد من قرارات الإقالة؟، ونوه إلى أن الوقت لا يسمح بتدبيره خلال هذه المدة القصيرة، وحتى ولو كان مجمدا فهو بحاجة للتسخين وهل لا يزال السودان يحتمل مزيدا من الانقلابات؟
مولانا أحمد هارون بخير
وقال الصحفي الإسلامي عبدالماجد عبدالحميد، إن مولانا أحمد هرون بخير وعافية وكذلك الحال في بقية أجنحة وأجهزة المؤتمر الوطني بالداخل والخارج
ونوه إلى أن من يبحثون عن شماعة للتضييق على الإسلاميين في السودان عليهم التفكير في طرق أكثر ذكاءً لحبك وبث الشائعات، قادة وقواعد المؤتمر الوطني أكثر وعياً وتقديراً لمجريات الأمور في البلاد.
وأشار إلى أن قادة وقواعد وأجنحة المؤتمر الوطني على يقين بأن عهد الانقلابات العسكرية قد ولّي إلى غير رجعة ومن يسوقون لمثل هذه الافتراءات يقعون في مرتبة بين الجهل والغباء.
وأضاف “الأجهزة العسكرية والأمنية وحدها تملك الإجابات الكافية للأسئلة من شاكلة: لماذا تم اعتقال اللواء بكراوي والمجموعة المحيطة به، الجهر بالإجابة يسحب البساط من تحت أقدام الذين يريدون للأحداث أن تدور في فلك التضخيم.
إعلان كشوفات الإحالات والترقية لم يكن حدثًا عاديا
وقال الناشط الجيلي محجوب، إن الإعلان عن كشوفات الإحالة والترقيات داخل القوات المسلحة لم يكن حدثاً عادياً بل تحوّل سريعاً إلى محور نقاش عام واسع استحوذ على اهتمام الرأي العام بدرجة تفوق كثيراً ما حظيت به قضايا سياسية أو عسكرية أخرى والسبب أن هذه القرارات لم تقتصر على تغيير روتيني في هياكل القيادة وإنما طالت شخصيات ارتبطت أسماؤها مباشرة بمحطات حاسمة من الحرب وقادة صاغوا في الميدان قصصاً من الثبات والشجاعة جعلت حضورهم في الذاكرة الشعبية أكبر من مجرد رتب عسكرية.
ونوه إلى انه على الرغم من أن عدد المشمولين بالإحالة بلغ العشرات في الرتب الكبيرة بين لواءات وعمداء إلا أن الجدل العام تركز حول بعض الأسماء التي عُرفت بصلابتها في الدفاع عن المواقع الاستراتيجية وإدارة المعارك الفاصلة
ولفت إلى أن التوقيت الحرج جعل وقع القرار ثقيلاً على الناس لكن التاريخ العسكري سواء في بلادنا أو خارجها يثبت أن قوة الجيش تُستمد من صلابته كمؤسسة لا من بقاء أفراد بعينهم .
وأكد بانه على أن ما يجعل الأمر أكثر حساسية هو أن الأجواء العامة باتت تميل إلى التعامل مع تفاصيل العمل العسكري وكأنها شأن عام مفتوح للنقاش حول الخطط و تداول الأسماء و إطلاق الأحكام .. وهو ما يعكس حجم الارتباط الوجداني بين المجتمع والجيش في لحظة وطنية فارقة .
وفي الوقت نفسه تلوح في الأفق توقعات بصدور كشوفات مشابهة من جهاز المخابرات العامة وهنا يبدو التحدي أعقد فهذه المؤسسة بطبيعتها تعتمد على التراكم العميق للخبرات وعلى بناء طويل الأمد للكفاءات التي تمرست عبر تجارب بالغة الحساسية.