السودان.. مشهد جديد يهزّ ضمير الإنسانية: “الله يديك البركة ما تكتلني”

0

متابعات- الزاوية نت- هزّت جريمة جديدة، ضمير العالم والسودان، بعدما أظهر فيديو نشرته مليشيا الدعم السريع، أحد أفرادها يقتل مواطن أعزل في إحدى المناطق بولايات دارفور وغالبا ما تكون الفاشر، في حدث أثار موجة عالية من الحزن والأسى.

 

 

وأظهر الفيديو الذي صوره أحد جنود الدعم السريع، جندي آخر يستجوب مواطن من دارفور أعزل يرتدي اللباس المدني، حيث يسأله الجندي “قائد الفرقة وين؟ فيقول المواطن لا أعرف، أنا زول صنايعي في مطعم.

 

 

وبينما يمد الجندي فوهة سلاحه في لحظة بعيدة عن الإنسانية ومجردة تماما من مشاعر الرأفة، صوب المواطن الذي يجلس على الأرض في استسلام كامل لقدره، حيث يردد: الله يديك البركة ما تكتلني، الله يديك البركة ما تكتلني”.

 

 

فيسأله الجندي قائلا: جنسك شنو؟ فيقول المواطن “أنا برتاوي” وهنا يطلق 7 رصاصات تخترق جسد الرجل فيتمدد على الأرض مفارقا الحياة تاركا خلفه أسئلة حائرة حول من هو ومن أين جاء؟ بينما عبر جنود المليشيا عن لحظة انتشاء بارتكابهم جريمة ضد الإنسانية وضد فطرة الإنسان، حيث يسأل القاتل من معه “هل صورت؟” فيقول له نعم صورت وهو يرفع أصعبة بالتكبير وهو لا يدري أن من يكبره “الله” شاهدا على ما حدث ولكن قدره نافذ ” “إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ”

 

 

وبينما وجدت الجريمة إشادة واسعة من انصار المليشيا من الناشطين والسياسيين، لكونها تمثل لهم انتصارا على “الفلنقيات” وخدمة لمشروع تقف خلفه دولا عديدة، عبر السواد الأعظم من المواطنين استنكارهم لهذه الجريمة ورفض لسلوك عرف به افراد المليشيا في كل الولايات والمناطق التي دخلوها.

 

 

واعترف المتمرد محمد الفاتح الشهير بـ”ياجوج ومأجوج” بان ما حدث أمر يخالف للقانون والاخلاص والدين، منوها في فيديو بثاه إلى ان مثل هذه الجرائم تسيء للمؤسسة.

 

 

وأضاف “انتم تريدون حكم دولة بهذه الطريقة والفوضى”، ونوه إلى أن الكثير من المواطنين موجودين في الفاشر لا ذنب لهم ولا علاقة لهم بالطرفين، موجودين في الفاشر مجبورين وليس امام طريقة للمغادرة ولا ظروفهم تسمح له بذلك

 

وتحت ضغط الراي العام أصدرت المليشيا بيانا قالت فيه: “تداولت وسائط إعلامية مقطعاً يُظهر أحد الأفراد وهو يطلق النار بطريقة عشوائية على شخص أعزل يرتدي لباساً مدنياً”.

 

 

وأضافت “إذ تُدين الحادثة؛ تعلن رفضها القاطع لأي سلوك يخالف القيم العسكرية والأخلاقية، وتؤكد أن لجنة تحقيق فورية قد باشرت مهامها للتأكد من تبعية المعتدي لقوات الدعم السريع من عدمه ، وإذا ثبت أن المعتدي يتبع لقواتنا سوف تتم محاسبته فوراً لمخالفة قانون قوات الدعم السريع، وتوجيهات القيادة بضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني ومعاهدات جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب”

 

 

وجددت التزامها الكامل بحماية المدنيين، والتمسك الصارم بقواعد الاشتباك، والامتثال التام لأحكام القانون الدولي الإنساني.

 

 

وقال حزب الأمة القومي، إنه تابع بأسى بالغ، مقطعًا مصورًا يُظهر جنديًا من الدعم السريع وهو يُنفذ جريمة إعدام ميداني بحق أحد المواطنين العُزّل في مدينة الفاشر، في مشهد مروّع يُشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، ويأتي امتدادًا لسلسلة من الانتهاكات والفظائع التي ارتُكبت بحق المدنيين منذ اندلاع هذه الحرب الكارثية.

 

وأدان في بيان بأشد العبارات هذه الجريمة البشعة، التي تُجسّد تماديًا خطيرًا في الانتهاكات واعتداءً سافرًا على القانون الدولي الإنساني، وتكشف زيف ادعاءات قوات الدعم السريع بشأن التزامها بحماية المدنيين.

وقال إن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، ومرتكبوها يجب أن يُقدّموا للعدالة فورًا، وعلى قيادة الدعم السريع تحمّل مسؤوليتها الكاملة عن هذه الانتهاكات المروّعة، والوفاء بتعهداتها بعدم تعريض أرواح الأبرياء للخطر.

 

وناشد الحزب المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بالتوثيق العاجل لهذه الجرائم، وإدانتها بوضوح، والمطالبة بمحاسبة مرتكبيها، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف الانتهاكات وحماية المدنيين الأبرياء.

 

 

وأكد حزب الأمة القومي أن استمرار هذه الحرب الإجرامية لا يعني سوى مزيد من الجرائم والفظائع، وتعميق الكارثة الإنسانية التي تضرب شعبنا، بما في ذلك من حصار وتجويع وتدمير ممنهج، كما هو الحال في الفاشر وجنوب وغرب كردفان.

 

ويشدد الحزب على ضرورة رفع الحصار عن المدن المكتظة بالسكان، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وفتح الممرات الآمنة لحركة المدنيين، باعتبار ذلك التزامًا قانونيًا وأخلاقيًا لا يحتمل المماطلة.

 

 

ترى لماذا يصر هؤلاء الأوباش على توثيق جرائمهم ونشرها؟

بينما قال القيادي في التيار الوطني نور الدين صلاح الدين، إنه انتشر مقطع مرئي لأحد عناصر مليشيا الدعم السريع يستوقف مواطناً أعزل، يسأله عن قائد فرقة الفاشر ثم عن “قبيلته”، وعندما لم يجد ما يشفي غلَّه أطلق النار عليه أمام الكاميرا بلا رحمة.

 

 

وتساءل نور الدين قائلا: ترى لماذا يصر هؤلاء الأوباش على توثيق جرائمهم ونشرها؟ هل لأنهم يريدون أن يزرعوا الخوف في قلوب الناس، ويثبتوا الولاء لقادتهم بالدم، ويقدّموا القتل كـ”بطولة” و”انتصار”، أم لأنهم يظنون أن الرعب يفتح لهم طريق السيطرة، وأن غياب القانون يحميهم، وأن ذاكرة الشعوب قصيرة وستنسى ما اقترفوه من جرائم على امتداد بلادنا.

 

وأضاف “هم يجهلون حقيقة أن هذه المقاطع التي يريدون بها إذلال الناس ستصبح سلاسل تقيّدهم غداً في محاكمات جرائم الحرب، وان هذه الفيديوهات التي ينشرونها للتفاخر ستبقى شاهداً على بشاعة مشروعهم، ودليلاً على أن لا مكان لهم في مستقبل السودان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.