قرار والي الشمالية بشأن جبل البوم الغني بالذهب يفجر الخلافات

0

متابعات- الزاوية نت- فجر قرار أصدره والي الشمالية الفريق عبد الرحمن عبد الحميد، قضى بتبعية جبل البوم الغني بالذهب إلى محلية وادي حلفا، الخلافات وسط المكونات المجتمعية في الولاية الشمالية، ونصح اتحاد أبناء المحس بعدم الانسياق وراء من يريدون إثارة الفتن بين المكونات الاجتماعية بالمنطقة النوبية.

 

 

وكان والي الشمالية أصدر قرارا في يونيو الماضي، قضى بتحديد تبعية موقع جبل البوم الى محلية حلفا ويعمل به من تاريخ التوقيع عليه، ووجه الأمانة العامة للحكومة ووزارة البنى التحتية والتنمية العمرانية وديوان الحكم المحلي ومحليتي حلفا ودلقو والجهات ذات الصلة وضع القرار موضع التنفيذ.

 

 

 

وقال إن القرار جاء تحت أحكام قانون تنظيم الحكم اللامركزي والسلطات المخولة له بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء الانتقالي رقم (41) لسنة 2025م وبناءً على الاطلاع على تقرير لجنة فصل الحدود بين محليتي حلفا ودلقو وتحديد موقع جبل البوم وخطاب مدير عام وزارة البنى التحتية والتنمية العمرانية.

 

 

 

اتحاد المحس يصف البيان بمستصغر الشرر

وقال اتحاد أبناء المحس في بيان حول تداعيات تبعية جبل البوم الذي وصفه بالـ”نار مستصغر الشرر”، إن القرار المفاجئ صدر في توقيت عصيب، في وطن تتقاذف الصراعات التي تكاد تعصف به أرضًا وشعبًا، وهو توقيت مريب يثير الكثير من علامات الاستفهام والشكوك.

 

 

 

نداء لكل المواطنين بالا ينساقوا وراء دعوات الفتنة والمناطقية الضيقة

ووجّه نداءً صادقًا إلى المواطنين في مناطق حلفا والسكوت والمحس، بألا ينساقوا وراء دعوات المناطقية الضيّقة، وأن يعملوا جميعًا على تفويت الفرصة على المتربصين، والحفاظ على لحمتنا النوبية موحّدة، كما عهدناها دومًا.

 

 

رفض التعدين بصورته الراهنة والتمسك بمطلب ايقافه

وأكد أن موقفه المبدئي والمعلن، والذي يعبّر عن موقف جماهيره، هو رفض التعدين بصورته الراهنة رفضًا مطلقًا، وسيظل يتمسّك بمطلب إيقاف التعدين نهائيًا، سواء كان الأهلي منه أو عبر الشركات، ولن ينجرف لمحاولات جره إلى معارك جانبية، لأن صراع تبعية منطقة البوم محاولة لالهاء الجماهير عن قضيتها المحورية، وجدد اتحاد المحس تأكيده بأن ما يُسمّى بـ”المسؤولية المجتمعية” ليس سوى فتاتٍ يُلقى إليهم مقابل شراء صمتهم عمّا يجري في الأرض، لأن مقابل تلك المبالغ الزهيدة، تُزرع في الأرض العلل والموت البطيء، ويُغرس التلوّث في باطن الأرض ومائها وهوائها، لتطال آثاره الكارثية الأبناء والأحفاد، وتمتد لأجيال قادمة.

 

 

وقال اتحاد المحس إن مسؤوليته الأخلاقية والتاريخية تُحتّم عليه رفض هذا الواقع المفروض، ورفض التعدين وكل ما يصاحبه من استباحة للأرض والحياة، كما يرفض تلك المبالغ البخسة التي لا تمثّل إلا ثمنًا بخسًا للدمار.

 

وطالب البيان بمحاسبة كل من تسبّب في تلويث البيئة، وتحميلهم تكاليف إزالة المخلفات السامة، وتعويض المتأثرين من أبناء المنطقة.

 

وقال إن مناطق حلفا والسكوت والمحس ظلت تمثّل نموذجًا متقدّمًا للوحدة والتكاتف، حيث جمعت بين أبناء الدم والقُربى والتاريخ واللغة والمصير المشترك.

ونوهت البيان إلى أنه ورغم المحاولات المتكرّرة التي انتهجها نظام الإنقاذ لزرع بذور الفرقة، ودقّ أسافين الشقاق بين أبناء البيت الواحد، إلا أن وعي النوبيين كان هو الترياق الذي عصمهم من الوقوع في شرك تلك السموم الممنهجة.

 

 

قوى الظلام فشلت في اغراق المنطقة وتكرار مأساة عبود

وأكد البيان أنه بعد أن فشلت قوى الظلام في إغراق المنطقة وتكرار مأساة عبود، لجأت إلى سياسة الأرض المحروقة، فأطلقت يد الباحثين عن الذهب في تلويث الأرض، ونشر السموم، باستخدام الزئبق والسيانيد، ما أدى إلى تدمير البيئة، وزعزعة نعمة الأمن والاستقرار التي هي سمة مميزة للمنطقة ولمزيد من إشعال الفتن، افتعل النظام سياسة “فرِّق تَسُد”، وعزف على وتر تبعية منطقة البوم الغنية بالذهب.

 

 

وأضاف البيان “لكن حكمة النوبيين حالت دون انزلاق المنطقة إلى فتنة داخلية، فتم التوافق على حلٍّ تشاركي، رغم أن عائدات التعدين لم تصب يومًا في مصلحة المواطن البسيط، بل ظل يعاني التهميش والتجاهل، ولعل ما وقع في محلية دلقو، وأزكم الانوف لا يحتاج الى شرح”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.