إثيوبيا و إريتريا.. حرب جديدة على الناصية.. هل يصل لهيبها السودان؟

0
كتب- عمار عوض- تصاعدت الأحداث بشكل مخيف في إقليم تيغراي بين مكونات الجبهة الشعبية لإقليم تيغراي ومضت في طريق اللا عودة منذرة بحرب إقليمية جديدة ظهرت معالمها بوضوح عندما اتهم اليوم الخميس رئيس السلطة المؤقتة في إقليم في إثيوبيا تيغراي قيتاجو ردا ،قيادات من جبهة تحرير تيغراي بالتواصل مع كل من الحكومة المصرية والنظام في إريتريا وجيش (فانو) في إقليم الامهرا الذي يحارب الحكومة المركزية في اديس ابابا.

 

 

في وقت حذّر فيه الفريق تسادكان قبرتسائيل، نائب حاكم تيغراي، من أن الحرب بين إثيوبيا وارتريا باتت على وشك الاندلاع، مشيرًا إلى أن الاستعدادات العسكرية بلغت مراحلها النهائية، جاء ذلك في مقالة الأخير الأسبوع الماضي أكد من خلاله تسادكان -الذي شغل سابقًا منصب رئيس أركان قوات الدفاع الإثيوبية- أن (الصراع قد يمتد من إقليم تيغراي إلى دول الجوار مثل السودان، مما قد يؤثر على استقرار منطقة البحر الأحمر)!!.

 

 

 

 

تأتي تلك الإتهامات في أوقات يتبادل فيها فصيلي دبرصيون قبري ميكائيل ،رئيس حزب الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ، وفصيل قيتاجو ردا رئيس الإدارة المؤقتة لتيغراي ،الاتهامات بتهم عدة، حيث يتهم قيتاجو مجموعة دبرصيون للتخطيط بالانقلاب عن الإدارة وتأجيج الصراع وأستلام السلطة بالقوة ، وتتهم مجموعة دبرصيون قيتاجو ردا ، بـ(الخيانة الوطنية لشعب تيغراي من خلال التآمر مع جهات عدة لتركيع شعب تيغراي “، متهمين أياها بأنه من عمل علي وضع بنود لم يتم الاتفاق بينهم عليها في اتفاقية بريتوريا ، التي وقعت في نوفمبر 2022 بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي في جنوب أفريقيا

 

 

 

وكان قبريصون شن هجوما كاسحا هو الاخر على غيتاجو متمها اياه بالخيانة الوطنية ورهن إرادة شعب تيغراي للإدارة المركزية بقيادة ابي احمد في اديس ابابا ، وذلك في مؤتمر صحافي امس الأول الأربعاء ، اتهم من خلاله غيتاجو ردا رئيس السلطة المؤقتة ب(الخيانة الوطنية ) منتقدا تصرفاته فيما يخص خطابات تعليق أنشطة الجنرالات الثلاثة، وقال في هذا الخصوص ( فقط لأنهم طالبوا باحترام الدستور، يحدث هذا .. ان غيتاجو ليس مخير بل يعمل لصالح أجندة أخري )في إشارة الى رئيس الوزراء ابي احمد
وكانت الحكومة الاثيوبية وجبهة تحرير تيغراي تقاتلا قتالا عنيفا قاد لأكبر ازمة إنسانية واخلاقية في منطقة القرن الافريقي نتيجة للعنف والدمار الكبير الذي ترافق معها قبل ان تنتهي هذه الحرب عبر اتفاق سلام رعاه الاتحاد الافريقي وحكومة جنوب افريقيا الذي انتهى باتفاق سلام قاد لتولي غيتاجو ردا رئاسة السلطة في الإقليم ، فيما لم يرضى كثير من القادة التاريخين لإقليم تيغراي بالاتفاق واعتبروه مهينا وغير مرضيا.

 

 

 

 

وعلى خلفية كل ذلك وصلت الحرب المكتومة بين الفصيلين زورتها الأسبوع الماضي عندما قام رئيس سلطة تيغراي الثلاثاء الماضي بتوقيف ثلاثة من كبار قادة جيش الجبهة الشعبية للتيغراي الذين كانوا في قيادة المعارك خلال الحرب مع جيش حكومة (ابي احمد) وهم اللواء يوهانس ولدجورجس ، واللواء ماشو بييني، واللواء مقيبي هايلي، المرتبط بفصيل دبرصيون قبري ميكائيل.

 

 

 

وقد تم تفسير هذه الخطوة على نطاق واسع على أنها محاولة لتعزيز السلطة على قوات الأمن في اقليم تيغراي من قبل الحكومة الفيدرالية وذلك من خلال أستمالة قيتاجو لصالح الحكومة بقيادة رئيس الوزراء ابي احمد

 

 

 

ومؤخرا أقال قيتاجو هو الاخر الجنرال فسها كيداني، رئيس مكتب الأمن والسلام في الإقليم ،بسبب تصريحاته التي أدت لرفض قرار تعليق قيتاجور لكبار العسكريين في الإقليم ،مما أدى إلى تصعيد التوترات بشكل أكبر، والتي وصلت قمتها أمس الاول عندما سيطرت مجموعة من المسلحين على مكتب رئيس مدينة عدي غرات، وسلمته إلى راداي قبري أقزابهير ، رئيس البلدية المعين من قبل فصيل دبرصيون قبرميكائيل رئيس الجبهة الشعبية بتحرير تيغراي

 

 

 

وأعرب عدد من كبار المسؤولين العسكريين و الأمنيين مؤخرا ،عن ولائهم لفصيل دبرصيون من خلال بيان رسمي قبل فترة تناقلته كافة وسائل الإعلام في الإقليم والدولة.

 

 

 

وبالعموم قوبل قرار فصل الجنرالات الثلاث بمقاومة فورية من جانب قيادات جبهة تحرير تيغراي بقيادة دبرصيون، التي رفضت توجيهات قيتاجو وأشارت إليه باعتباره “الرئيس السابق”، مما شككت في شرعية قيادته، وهو مايوضح أن اتفاقية بريتوريا للسلام باتت في مهب الرياح.

 

 

 

حرب اقليمية
وفي احدث تطورات الازمة داخل اقليم تيغراي من جهة ومع الحكومة المركزية من جهة اخرى و مع ورود تقارير عن إطلاق النار على المدنيين بالرصاص الحي في منطقة عدي قدوم من قبل أفراد الجيش التابعين لفصيل دبرصيون تحت قيادة الجنرال يوهانس ولدجورجس، حيث لجأ قيتاجو ردا إلى وسائل التواصل الاجتماعي لإدانة العنف المتصاعد عبر خطابات متواصلة منذ الأسبوع الماضي وقال خلال بيان له علي وسائل التواصل الإجتماعي: ،لقد أدى القرار الخاطئ الذي اتخذته مجموعة من ضباط الجيش بأخذ القانون بأيديهم وتفكيك هياكل الدولة في جميع أنحاء إقليم تيغراي في الأيام القليلة الماضية إلى دفع المنطقة إلى مصير مجهول
من جهته ، أكد الجنرال تسادكان رئيس اركان الجيش الاثيوبي السابق : أن الانقسامات الداخلية داخل إقليم تيغراي قد تعقد المشهد السياسي حيث أشار إلى أن بعض قيادات جبهة تحرير تيغراي تسعى للتحالف امع الرئيس الارتري اسياسي افورقي ، رغم إدراكها للمخاطر التي قد تترتب على ذلك.

 

 

 

 

فيما شنت قيادات من الوزن الثقيل في اقليم تيغراي هجوما على السلطة المؤقتة بقيادة غيتاجو ردا بانه (باع تاريخه من اجل التماهي مع سلطة ابي احمد ) فيما ادانت ابنة الرئيس الراحل سمهل ميليس زيناوي ما اعتبرته تصرفات غير مسؤولة من نظام ابي احمد في سياسته التوسعية والاستفزازية تجاه ارتريا وشعب تيفراي في نفس الوقت بتحويلهم الى ارض المعركة وقالت في مقال في صحيفة استنادرد الاثيوبية :”استعير عبارة من والدي الراحل: “دعونا نتجنب الطرق المسدودة ونبحث عن بدايات جديدة”. وتابعت
“لقد لاحظ الكثير منا بقلق كيف أدت تطلعات الحكومة الفيدرالية للوصول إلى البحر إلى تصعيد التوترات مع العديد من الجيران، ولا سيما الصومال وإريتريا. ونظرًا لأن اتفاقية وقف الأعمال العدائية الدائمة تنص أيضًا على أن الحكومة الفيدرالية مُكلفة بشكل فريد بحماية الحدود الدولية لإثيوبيا، بما في ذلك الحدود المشتركة بين تيغراي وإريتريا، فإن طموحات الحكومة الفيدرالية تضع تيغراي في وضع جغرافي محرج” وتابعت بالقول “غض النظر عن الجغرافيا، يجب على قيادة تيغراي رفض أي تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية وتجنب الانجرار إلى الصراع، في حالة حدوث هذه التوترات المؤسفة التي تؤدي إلى الحرب”.

 

 

 

فيما حذر الجنرال تساديكان من أن أي صراع جديد بين إثيوبيا وإريتريا قد يؤدي إلى “تغييرات جغرافية وسياسية كبرى في القرن الأفريقي ومنطقة البحر الأحمر”، خاصة في ظل تركيز المجتمع الدولي على أزمات أخرى مثل الحرب في أوكرانيا والاضطرابات في الشرق الأوسط. ودعا إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي والحكومة الإثيوبية لمنع اندلاع الحرب، مؤكدًا أن التنفيذ الكامل لاتفاق بريتوريا يظل الخيار الأفضل”.
معادلات ومالات

 

 

 

وبالاقتياس من المقال الاخير اللواء تسديكيان رئيس اركان الجيش الاثيوبي السابق في صحيفة استاندرد الذي جاء فيه :”مهما كانت مدة الحرب وكيف ستخاض، فإنها قد تخلف عدة نتائج مدمرة على المنطقة، فعندما تنتهي الحرب، لن تكون جغرافية الدول كما نعرفها الآن هي نفسها، وسوف يكون هناك إعادة تنظيم سياسي كبير في منطقة القرن الأفريقي بأكملها وخارجها في ساحة البحر الأحمر”

 

 

 

نجد ان السودان بطبيعة الحال سيكون اول المتاثرين بهذه الحرب اذا ما اندلعت التي لن تكون مثل الحروب السابقة لشعوب ارتريا واثيوبيا خلال سنوات التحرير او بعد تحولهم الى دول مستقلة عندما اندلعت الحرب على منطقة بادمي الحدودية سنوات التسعينات والتي صدم العالم خلالها من الفظاعات والعنف والتدفق الهائل للاجئين الارتريين والاثيوبيين الذي ترافق معها .الى ااراضي السودان (القضارف كسلا البحر الاحمر ) والتي تشهد هي الاخرى تواجد اعداد هائلة من النازحين داخليا من حرب السودان والذين يقدر عددهم بمئات الالاف الذين شكلوا ضغطا هائلا على قطاع الخدمات الصحية في الولايات المعنية الى جانب اللاجئين من الحرب الاثيوبية الاخيرة كما اسلفنا الذين بالضرورة سيكونوا متاثرين بالحرب اذا اندلعت في اراضيهم (اقليم تيغراي) من جديد حيث سيجدوا انفسهم مضطرين للانخراط في الصراع الى جانب جيش شعب التيغراي بضرورة الحال وستاتي الاتهامات تبعا لذلك الى الحكومة والجيش السوداني الذي سيجدون انفسهم بين نارين اولهم الحد من تورط اللاجئين في اراضي السودان اذا ما اندلعت الحرب بين اثيوبيا واتريا وبين الفشل في ذلك نسبة لانشغال الحكومة نفسها بحرب داخلية غير مسيوقة اضعقت من قدرة الدولة السودانية في السيطرة على اراضيها

 

 

 

 

ويشكل تحول حرب الفصائل الاثيوبية الى حرب اقليمية بدخول ارتريا في مواجهة مباشرة مع الجيش الاثيوبي ، تهديدا اخر بدخول فصائل سودانية مقاتلة نتيجة لتحالفها التاريخي والاثني والسياسي مع ارتريا الامر الذي ربما يرجح كفة ارتريا في هذه الحرب خذين في الاعتبار القوة العالية التي يتميز بها مقاتلي فانو من اقليم امهرا وتحول قيادات وجيش اقليم تيغراي للقتال الى جانب عدوهم السابق وحليفهم الجديد الجيش الارتري سيشكل كل ذلك ضغطا هائلا على ساحة ابي احمد العسكرية الذي بالضرورة سيلجا الى حلفائه الاقليميين لمساعدته مثلما فعلوا سابقا على الرغم من ان المعادلة تغيرت الان بعد تحالف اصدقاء الامس (الجيش الارتري – فانو) الى اعداء

 

 

 

 

وبالعودة الى ما قاله رئيس الاركان الاثيوبي الجنرال تساديكيان من ان الحرب عند انتهائها ستترك اثرا لا محالة في الجغرافية السياسية لمنطقة الهضبة الاثيوبية – الارترية التي ربما على اسوا الفروض تقودنا الى شهود دولة جديدة عازلة بين ارتريا واثيوبيا يحكمها التيغراي في خاتمة المطاف

 

 

 

 

وعلى احسن الفروض ستفود هذه الحرب الى نار تحيط بالسودان من حدوده الشرقية فيما يحاول هو اطفاء النار المشتعلة على حدوده الغربية مع تشاد وافريقيا الوسطى و السنة النيران التي بدات تطل براسها على حدوده الجنوبية مع دولة جنوب السودان ، ما سيجعل الخرطوم حال اكمال استعادتها من قبل الجيش السوداني وأحكام سيطرته عليها الى جانب ولايات الشرق والشمال والوسط وبورسودان العاصمة الادارية المؤقتة مثلهم مثل نقطة ساكنة في بحر يغلي بالدماء يمتد من ليبيا مروا بتشاد وجنوب السودان واثيوبيا وارتريا اذا اندلعت الحرب لا قدر الله

 

 

 

 

وكلا الخيارين أعلاه من حيث اسوا او افضل الفروض تحتم علينا اهل السودان أن ننتبه أكثر للتفاصيل التي تدور بعيدا عنا لكنها في قلب استقرارنا واماننا نحن الشعوب السودانية ، وهو ما ظل صاحب هذا القلم ينبه لها مسبقا عبر صحيفة (الاكيدة) والتي كان اخرها (الحلقة النقاشية) التي اقمناها رفقة نفر من الزملاء والأساتذة الصحافيين في نادي الموانئ البحرية شهر، سبتمبر الماضي حذرنا من خلالها و بثثنا الوعي ما استطعنا عن خطورة مشاريع التقسيم الجارية في المنطقة وموقع السودان من معادلات ومالات مشاريع التقسيم هذه والى ذلك الحين لن نالو جهدا من ان نغني دوما (نحن قدامنا الصباح) وانا لا محالة بالغيه وان استطال ظلام ليل مشاريع التقسيم هذه.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.