متابعات- الزاوية نت- أطلق رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش السوداني، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، تصريحات اغضبت انصار النظام القديم، وأثارت الخوف لدى مؤيدي الجيش من لا انتماء لهم، فالبرهان قال مخاطبا حزب المؤتمر الوطني: لا فرصة لكم لتحكموا على أشلاء السودانيين”.
وعلى الرغم من من أن التصريحات حتى الآن منسوبة للبرهان من لقائه القوى السياسية في بورتسودان، إلا ان مضمونها اثار حفيظة الكثيرون لجهة أنها تصريحات غير موفقة وجاءت في توقيت خاطئ لأن المعركة ما تزال ملتهبة ولم تنتهي بعد.
وقال مراقبون إن هذا الحديث المثبط سيصبح مدخلاً كبيراً للفشل في معركة الكرامة، لأن الصفوف تراصت ثم تمايزت وعلى الرئيس أن لا يشقها في منتصف المعركة، وإذا تساهل هو مع الخونة والعملاء فإن الشعب لن يرحمهم”.
وما اثار مخاوف الداعمين للجيش، أن تصريحات مماثلة أطلقها البرهان قبل موافقته على الاتفاق الإطاري في العام 2023م، قبل اندلاع الحرب، حينما قال وقتها مخاطبا الحركة الإسلامية: لا تحلموا بالعودة عبر ظهر الجيش”، وكان وقتها الحديث عن الاتفاق الإطاري في أشده وحالة من الاستقطاب تسود الساحة السياسية.
وهنا يتحدث البعض عن أن البرهان رجل متقلب الراي وليس له مواقف محددة ورغم حديثه عن قوى الحرية والتغيير وتوعده لهم، الا انه ما يزال اقرب الى تنسيقية “تقدم” لكونه يعتقد ان تقدم يمكنها ان تفتح له أبواب المجتمع الدولي وتعمل على تسويقه ليكون رئيسا مقبول في المستقبل بخلاف التيارات الأخرى ومن بينها المؤتمر الوطني، وهذا الامر يمكن مقارنته بتصريحاته في اللقاء نفسه عندما وجه برفع الحظر عن الجوازات، وكما هو معلوم ان الذين حظرت جوازاتهم هم قيادات تقدم وبعض المناصرين للدعم السريع.
وقال المحلل السياسي رحمة عبدالمنعم إن على الفريق أول عبد الفتاح البرهان أن يتحسس مقعده جيداً، فمن يتابع التايم لاين يلمس حجم الغضب الجماهيري العارم تجاهه، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة التي حملت مغازلة صريحة لقوى قحت، ورسالة قاطعة للإسلاميين بأنهم لن يحكموا، لكنه، على ما يبدو، لم يستوعب المشهد جيداً ، فالإسلاميون اليوم هم الكتلة الأقوى والأكثر حضوراً في ميادين القتال ، يقفون خلف الجيش ويدعمون معركته بلا تردد، ولا يحتاجون إلى جنرال يبدل مواقفه وفق الرياح السياسية.
وأضاف “البرهان الصنم ، الذي صنعه الشارع من العدم، يمكن للشارع ذاته أن يهدمه في أي لحظة، فهو المسؤول الأول عن دماء السودانيين، وهو المسؤول التاريخي عن هذه الحرب التي يدفع ثمنها الأبرياء. لم تكن الحرب وحدها درساً كافياً ليعي أن النادي السياسي الذي يحاول كسب ودّه لا قيمة له، وأن قحت ليست سوى مجموعة عملاء، وأن ما يسمى بالكتلة الديمقراطية لا تأثير لها في الشارع.
وواصل رحمة “الجنرال المراوغ، الذي أحاط نفسه بمستشارين لا يفقهون شيئاً، عليه أن يدرك أن المراهنة على الشعب يجب أن تكون عبر الجيش لا عبر تحالفات انتهازية مع أطراف لفظها الشارع، فالتاريخ لا يرحم، وكما أُزيح البشير بفعل الدائرة الضيقة التي أحاط نفسه بها، فإن البرهان يسير في ذات الطريق. الطوفان قادم، وللشارع كلمته الحاسمة.