أسامه عبد الماجد يكتب… أبن الرئيس !!
¤ لو كان في انفصال الجنوب عن السودان ايجابية واحدة هي ان اوغندا لم تعد دولة جارة لبلادنا.. وقد كانت الجارة اللدود طيلة تاريخها مثلها وليبيا في حقبة القذافي !!.. اضمرت كمبالا كثير من الشر لبلادنا ودعمت قائد الحركة الشعبية الجنوبية جون قرنق بلا حدود.. وشاركت قواتها كمرتزقة الى جانب قوات قرنق.. وتصدى الجيش السوداني للاوغنديين في عمليات شهيرة ابان حرب الجنوب وكثيرا ما لقنهم دروسا قاسية.. وتشعر كمبالا بعد الانفصال ان الخرطوم منافستها في جوبا.
¤ عادت اوغندا الى ذاكرة السودانيين اليومين الماضيين بعد تغريدة تنم عن جهل دبلوماسي ومراهقة سياسية من جانب قائد الجيش الاوغندي موهوزي موسفيني الذي هدد باجتياح الخرطوم وتسلم مقاليد الامور فيها وذلك بعد تسلم دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة .. وربما لم يسمع ترمب باوغندا .. اطلقت تلك الصفات على قائد الجيش وهو نجل الرئيس يوري موسيفني لانه لا حدود بيننا وبلادهم حتى يجتاح السودان.
¤ عرف نجل موسيفني بالتهور وجلب كثير من المشاكل لبلاده ووالده.. بسبب تعليقاته المثيرة للجدل من خلال تغريدات على منصة إكس.. قبل نحو عامين، هدد بغزو كينيا والاستيلاء على عاصمتها نيروبي في غضون أسبوعين.. وفيما بعد قال إنها كانت مزحة.
¤ اضطر معها والده لتقديم اعتذار رسمي لجارته كينيا بسبب مواقف ابنه المستفزة.. وقال موسيفيني في بيان (أطلب من إخواننا وأخواتنا الكينيين أن يغفروا لنا تغريدات أرسلها الجنرال “موهوزي” ، وانه لا ينبغي للموظفين العموميين التدخل في شؤون الدول الأخرى).
¤ وفي تغريدة أخرى، مثيرة للجدل عرض موهوزي دفع (100) بقرة مهرا لرئيسة الوزراء الإيطالية.. ذكرتني بشائعة رسالة التهديد من عبد الله التعايشي الى الملكة فكتوريا ان تضع السلاح وتؤمن والا زوجها ليونس ود الدكيم ان الأخير قبل.. واعتقد ان تقييم شخصية نجل الرئيس الذي يتقلب في المناصب هو واسرته ليس بالامر العسير.
¤ بمناسبة احتكار السلطة فموسيفني اسند وزارة التربية لقرينته.. وعين زوج ابنته مستشار رئاسى لشؤون المهام الخاصة.. كما سبق لموسيفني ترقية أخيه غير الشقيق وزيرا وكان من قيادات الجيش البارزين.. ومعلوم ان موسيفني يحكم بلاده منذ 1986.. وقام بتغيير الدستور مرتين لتمديد حكمه.ويبلغ من العمر ثمانون عاما.. وينوي الترشح لدورة رئاسية في 2026 حيث اعلن نجله انه لن يترشح للرئاسه وطالب بدعم والده.. وتتهم المعارضة الأوغندية موسيفيني منذ فترة طويلة بالسعي إلى ابتلاع أوغندا، وهو ادعاء ينفيه الرئيس
¤ بكل حال لا يعنيا كثيرا الاتهامات لموسيفني بالاستبداد.. او محاوله سيطرته على بلاده.. الذي يهمنا الان ان تحصل الحكومة السودانية على اعتذار رسمي من الرئيس موسيفني شخصيا اسوة باعتذاره لكينيا.. وان يوطد سفيرنا بكمبالا السفير الهمام احمد جرده علاقاته مع الجنرال المتهور المرهق لوالده.. فغير معلوم ما تخبئ الايام، وربما تحدثه نفسه بازاحة موسيفني والتقدم نحو الرئاسة.
¤ ومهما يكن من امر.. اكرر يجب ان لا تقبل الحكومة السودانية بغير اعتذار رئاسي.. يكفي تواطؤ موسيفيني مع الباغي الشقي حميدتي.
الاربعاء 18 ديسمبر 2024
osaamaaa440@gmail.com