رسالة الى وزير الداخلية.. هذا المشهد يتكرر يوميًا “النساء تنوم في العراء وسط الرجال”

3

رسالة الى وزير الداخلية ومدير عام الشرطة ومدير المخابرات وولاة  القضارف وكسلا والبحر الأحمر ونهر النيل

أعراض الشعب السوداني بين بطش الجنجويد وسلحفائية الإجراءات الأمنية

النساء تنوم في العراء وسط الرجال

 

درديب- ياسر العطار

في المشهد الذي أراه الان أمامي بعد منتصف الليل الطفلة علا تصرخ .. وتصرخ بالصوت العالي وامها تصحو من غفوتها وتطبطب عليها اسكتي يا علا .. اسكتي.

 

ويرتفع صوت صراخ علا كل ما طلبت منها أمها السكات وتتحسس الوالدة جسد طفلتها النحيل وتشعر بارتفاع درجة الحرارة وتردد للذين حولها عندها حمى  ولا يوجد بندول بندول وتحاول جاهدة إسكات علا وكأنها تود الاعتذار لمن حولها عن صراخ ابنتها التي منعتهم النوم رغم الارق والقلق الذي يسيطر عليهم.

 

في الطرف الآخر يتقيأ طفل ويبكى لأمه ويطالبها الذهاب الي البيت وتطبطب عليه الام الحزينة اصبر .. اصبر .. ماشين بعد شوية، في ناحية أخرى تشكي امرأة مسنة واحفادها حولها يشكون من لسعات البعوض وتطاير الحشرات على أجسادهم المنهكة.

 

▪️هذا المشهد يتكرر كل يوم مع حرائر السودان واطفاله الزغب ونسائه ورجاله المسنين  عندما يقرر سائقو البصات السفرية التوقف للمبيت في  درديب او هيا او العكس في الشواك في طريق الذهاب والإياب من القضارف الي بورتسودان وعطبرة  رغم ظروف الخريف والامطار والوبائيات المميتة.

 

▪️يتكرر المشهد يومياتي وتنتفخ جيوب أصحاب الكافتريات البائسة الكئيبة بما يحصدونه من إيجار الأسرة جمع (سرير ) حيث يؤجر الواحد بمبلغ (1000) جنيه.

 

وما يقدمونه من طعام قبيح بأسعار باهظة يفتقد لأبسط الاشتراطات الصحية ولكن يضطر الناس لشرائه لسد الرمق بعد 12 ساعة من الجوع  .

فيما يستمتع سائقو البصات بعمولاتهم وخدماتهم الخاصة ولا احدثكم عن حمامات العراء و التغوط في أطراف الكافتيريا.

 

▪️والمأساة تبدا عندما يصعد الركاب البصات في السوق الشعبي القضارف عند الساعة الخامسة صباحا وينتظر طابور البصات السادة مسؤولو التفتيش والتفويج من القوات النظامية حتي الساعة الثامنة صباحا ليتحرك الطوف وتبدا سلسلة أخرى من المعاناة مع تفتيش الارتكازات والمحطات الرئيسة انزل اركب .. اركب انزل لتستقرق الرحلة من القضارف الي كسلا زهاء الخمس ساعات او تزيد في مسافة كانت تقطع في ساعتين ونصف.

 

وتستمر الرحلة الي ان تغرب الشمس قبل ان  يختار السائق الكافتريا التي تدفع له اكبر قدر من العمولة ..

السؤال الذي نطرحة امام السادة وزير الداخلية ومدير جهاز المخابرات العامة وولاة الولايات المعنية أليس بالامكان افضل مما هو عليه الآن هذا الواقع المرير الذي يشعر به الانسان بالذلة والاهانة.

 

او فلنقل هذا الواقع الذي يتنافى مع قيم الدين واخلاقيات وتقاليد المجتمع السوداني في ان تنوم نساء وشابات وسط رجال غير محارمها دون حواجز  في أوضاع يستحي الإنسان أن يتحدث عنها.

 

▪️هل تعجز عبقرية الأجهزة الأمنية السودانية في وضع ضوابط للتفتيش والتأمين تضمن دقة الإجراءات الوقائية وسلامة المواطنين ليصلوا الي مقاصدهم في أوقات مريحة تحفظ كرامتهم وتصون اعراضهم..؟

 

ما الذي يمنع السلطات الأمنية في القضارف مثلا ان تكمل إجراءات التفتيش الوقائية منذ صعود الركاب للبصات وتحرك الفوج منذ السادسة صباح لتوفر ثلاثة ساعات تهدر من حساب وقت الركاب..؟

 

ما الذي يمنع ان يكون هناك تنسيق كامل بين الولايات في عملية التفتيش والرقابة على الركاب والحقائب كأن تصمم استمارة تتضمن أسماء الركاب وعناوينهم وأرقام هواتفهم والجهات التي يقصدونها في الولايات وغيرها من المعلومات التي تفيد في المتابعة والتأمين.

 

وهل تعجز اجهزتنا الأمنية في ظل الظروف الراهنة من استيراد أجهزة التفتيش المتطورة مثل أجهزة الماسح الضوئي الذي يتوفر في المطارات او أجهزة التفتيش الالكترونية الأخرى التي يمكن ان توفرها  أصغر الشركات من الصين او أسواق دبي.

 

نعلم تماما ان ظروف الحرب لها متطلباتها التأمينية لكنا على قناعة راسخة بأن السلطات المختصة اذا ارادت تيسير الأمر لن تعجز عن ذلك فقط كيف تتوفر الإرادة القوية  ..

هذه الرسالة ننقلها إلى سيادتكم ونتمنى أن يعزز المواطن ويكرم بين يديكم.

درديب صباح الأحد ٨ سبتمبر

3 تعليقات
  1. Ali يقول

    حقيقة الوضع صعب جدا ويحتاج إلى مراجعة وتقنين عمليات التفتيش مع مراعات ظروف المواطن

  2. فخرالدین ابوزيد يقول

    انه الواقع یا عزيزي ۔ اتمنی ان تجد ۔ ملاحظاتکم آذان صاغیه ۔

  3. اللورد يقول

    انك لن تجني من الشوك العنب كان الله في عون هذه الأمة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.