متابعات- الزاوية نت- حاصر المواطنون في مدينة المناقل بولاية الجزيرة، القائد العام للجيش السوداني رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، في محبط الطائرة وطلبوا منه تزويدهم بالسلاح والعربات القتالية لحماية قراهم وتحرير مدني.
وكتب د. محمد عثمان عوض الله تحت عنوان “انعكست الآية وحمي الوطيس”، قائلا: تخيل أن يتجمهر المواطنون ويحاصرون طائرة القائد العام للقوات المسلحة. ويوعدونه بتحرير كل القرى المحتلة إلى مدني، بل ويوعدوه بتحرير الخرطوم إن أراد (يعني الخرطوم ما واجب علينا لكننا جاهزين، كان غلبتك).
ترى، إذا قام المواطنون بواجب التحرير، فماذا تركوا للقائد العام للجيش أن يفعله أو أن يوعدهم به؟ انعكست الاية، بأن يزور المسؤول المواطنين فيققدموا له الوعود، و من ثم يركب هو طائرته ويعود.
كانت الصورة أكثر فصاحة. جمهرة من المواطنين، كبار السن، في الخلاء الفسيح، لا قاعات ولا ضيافة ولا بساط أحمر، تدرجت نبرتهم، تتعالي في حدتها، وما أن بدأ أولهم الحديث حتى انفجر الثاني في غاية الانفعال والتوتر. يدفعون الكلام بأيديهم وتتزاحم مشاعرهم وأحاسيسهم. لم يضيعوا الوقت في الملامة ولا في الشرح ولا في حصر الخسائر، بل نفذوا مباشرة وحصروا طلباتهم في إثنين: هما السلاح والعربات.
وطمأنوا القائد العام أنهم لن يكلفونه فوق طاقته وبالتالي لن يطلبوا منه جنودا ولن يطلبوا منه حماية ولن يطلبوا منه تحرير قراهم ولا استرداد ممتلكاتهم ولا الانتقام لضحاياهم. فقط كل ما يطلبونه هو السلاح والعربات، مقابل أن يقوموا هم بكل شيء، تحرير كل القرى إلى مدني، والى الخرطوم إن هو أراد.
هذا الموقف المؤثر، ان لم يهز هذا القائد العام ويزلزل أحساسه، و إن لم يكن انزارا كبيرا له ولطاقمه، و إن لم يكن علامة فارقة في تعامله مع الضحايا و علاقته معهم (ولتي ظلت محصورة في زيارة الجرحى والمشاركة في صيوانات العزاء)، إن لم تكن نقطة تحول في مسار العمليات… فلا أحد يتنبأ ماذا بعد حصار طائرة القائد العام للقوات المسلحة