ضياء الدين بلال يكتب.. المليشيا ضد “الجميع”
مع مُـرور عامٍ على الحرب الحقيقة التي سَيُسطِّرها التاريخ بأحرفٍ من نورٍ أنّ الجيش السُّوداني استطاع ببسالة نادرة أن يقف رابط الجأش، مُوحّد القيادة، ومُتماسك القوات أمام أكبر مُـؤامرة تُواجهها دولة وجيش في العصر الحديث.
مُؤامـرة مُتعدِّدة الأطراف:
مُؤامـرة ذات تمويل إقليمي مفتوح، يبدأ من الوجبات الجاهزة والإسكافي إلى المُسيّرات والمُدرّعات.
مُؤامـرة تمثل فيها دول الجوار مصادر ومنافذ للمُرتزقة المأجورين ومعابر للأسلحة والعِتاد.
مُؤامـرة ذات ذراع سياسي داخلي، يُوفِّر المُبرّرات، ويُروِّج لسرديات مُضادة للجيش ومُساندة للمليشيا بغطاءٍ حيادي شفّافٍ، وإدانات خجولة خفيضة الصوت (مكسورة العين)!!
كان رهان البغاة والغُزاة وقوم تبع انقسام الجيش على نفسه على أساس جهوي وإثني فَحَدَثَ العكس:
تماسك وصلابة وتوسيع قاعدة التنوُّع الوطني بانضمام الحركات المسلحة تحت لوائه.
كان الرِّهان انحياز أعداد كبيرة من ضباط الجيش للمليشيا، فَحَدَثَ العكس،
خرج ضباط الجيش المنتسبين من مظلة المليشيا وعادوا لصفوف جيشهم.
المليشيا الآن تُواجه الأغلبية الساحقة للمكونات السكانية السُّودانيّة:
الإسلاميون بكل تياراتهم الكيزانية والسلفية والصوفية، ولجان المقاومة الثورية في الخرطوم غاضبون، وملوك الاشتباك ومن ورائهم اليسار القديم الذي لم يتلوّث بأموال المُنظّمات المشبوهة.
وسُكّان ولاية الجزيرة وامتداد المناقل والنيل الأبيض من ذاقوا ظلمات المليشيا ومن ينتظر قدومها على استعدادٍ.
والحركات المسلحة في دافور والمسيرية والحمر وغيرهما من قبائل كردفان.
وتقاتل المليشيا النوبة في الجبال.
وسكان الشمال ونهر النيل وشرق السودان يستعدون لمُواجهتها بأكبر أعدادٍ من المُستنفرين.
إذا كان حميدتي يُعادي كل هؤلاء.. مَن يريد أن يحكم؟!!