أسامة عبد الماجد بكتب.. العطا ومصير قوش
¤ من الضرورة بمكان التأكيد على امرين مهمين.. الأول انه لم نلحظ خلافا بين قيادات القوات المسلحة بشأن المقاومة الشعبية .. والجميع مرحب بها ويدعوا لضبطها.. (البرهان: نرحب بالمقاومة الشعبية وسنسلحهم، لكن هذا السلاح يجب أن يقنن ويسجل).. (كباشي: بقدر حاجة الجيش لهذه المقاومة، فإنها تحتاج إلى انضباط).. (جابر: ان المستنفرين يتم تسليمهم الى الجيش ولا يمكن تمليك السلاح لأي مجموعة حتى لا تتكرر أخطاء الماضي).
¤ والامر الثاني ان شجاعة وبسالة ياسر العطا لا يختلف حولها اثنان وهو مقاتل مخضرم وامتدحنا من قبل ادواره.. لكن المحير حقا ان الجنرال اصبح يغرد خارج السرب، والمقلق ان وجه شبة كبير بين تصريحاته وتصريحات الباغي الشقي حميدتي.. ياسر الرجل الثالث في الدولة الان، وكان الأخير في غفلة من الزمان الرجل الثاني.. فما الذي يجعله يخرج عن (الحزيه) ؟.
¤ كان حميدتي يظهر في ثوب قائد الاصلاح والتغيير.. يتحدث ببراءة عن امتلاكهم خطة لانقاذ الاقتصاد لكنها تواجه بمعاكسات كبيرة.. وان هناك مافيا تعيق الحلول.. وتارة يقلل من خطوة زيادة المرتبات ويقول ليس لديها قيمة في ظل إرتفاع الدولار.. ومرة يسخر من القوات النظامية .. هنالك متظاهرين يمنعون من الاحتجاج وآخرين تفتح لهم الجسور للوصول إلى القصر… الرجل – الله لا عادو – كشف ذات مرة عن تلف صادر فول سوداني بقيمة 97 مليون دولار في ميناء بورتسودان.
¤ للاسف يسير العطا على خطى حميدتي.. قال امس ان مؤسسات الدولة مكبلة بوجود دعم سريع وحرية وتغيير – مجلس مركزي.. وان داخل ديوان النائب العام وبنك السودان يوجد جنجويد.. وهو مكلف من قبل البرهان بالاشراف على عدة وزارات ومؤسسات من بينها المركزي.. ولم يتبق له الا انتقاد شغور المحطات الدبلوماسية من السفراء.
¤ ان محاولة تبرئة الذات والحديث عن اخطاء الحكومة على الملأ لا يليق ان يصدر من الرجل الثالث.. وهو اسلوب ضار بتماسك الدولة.. ويشئ بوجود خلافات مكتومة آثر مطلق التصريحات ان يحرج الرئيس وبقية فريق القيادة.. هي تصريحات تجد هوى لدى المواطن.. وتجعله يطرب كما قال احدهم.. وفي حقيقة الامر هي دغدغة لمشاعر المواطن.
¤ ان الحكومة التي تتحدث بلسانين تفقد وزنها،.. ورويدا رويدا تتجرد من ملابس القوة وتصبح كما فرعون.. وتبدأ في الترنح حتى تصل مرحلة السقوط.. نقول ذلك من منطلق المصلحة العامة وبلادنا تمر باخطر مرحلة منذ استقلالها.. وهي مهددة في وجودها.. ويجب ان يعي ياسر العطا ذلك وان لا تتلبسه حالة الغرور والكبر التي كان عليها المعتوة سياسيا حميدتي.. وننتظر من العطا الكثير في ميدان المعركة وهو مقاتل جسور منذ عقود.
¤ ثم ان ما يبعث على القلق في حديث العطا حالة (الأنا) التي تملكته مثل حميدتي.. وهو يقول (ما يلخمونا بفلول وكيزان أنا كل شيء شيوعي ومقاومة وغاضبون).. وكذلك قوله (انا لا اعترف بالوثيقة الدستورية).. لم يكن في حاجة للتحدث بهذة اللغة، وكانه من خارج القيادة العامة.
¤ الغريب في تصربحات ياسر في الاونة الاخيرة ودون مناسبة بث تطمينات للبرهان عندما قطع بعدم تسليم السلطة للمدنيين وان البرهان هو من سيقود الفترة الانتقالية بعد الحرب.. وكانما “حيد” البرهان، او اراد قطع طريق الرئاسة امام بقية الجنرالات.. واتمنى ان اكون مخطئا.
¤ في العام 2011 ظهر على السطح خلاف بين نائب رئيس المؤتمر الوطني د. نافع هلي نافع ومستشار الرئيس للشؤون الامنية الفريق اول صلاح (قوش).. كان من الحالات الندارة التي ظهرت فيها الانقاذ تتحدث من منبرين منفصلين وشعر معها الرأي العام بوجود صراعات داخلها.. كان قوش يدير عبر المستشارية الامنية مشروعا ناجحا خاص بالحوار مع الاحزاب وبمباركة الرئاسة.
¤ لم يكن قوش يدير الحوار باسم الوطني كما المح د. نافع الذي قلل من عمل المهندس مما اضطر الاخير لعقد مؤتمر صحفي هاجم من خلال نافع وقال قولته ذائعة الصيت التي اخترناها يومها (مينشيت) للغراء الانتباهة: (كلام نافع يخصه هو).
¤ ومهما يكن من امر.. وكما قال مناوي ذات مرة (زمان كان في حكومة قوية ورئيس واحد يملك قرار) .. ونقول للعطا اسال ماذا كان مصير قوش بعد تصريحاته تلك، رغم انه كان على صواب !!