البرهان في القاهرة.. نتائج الزيارة بحسابات سياسية

0

القاهرة- الزاوية نت

 

عبارات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال المباحثات المشتركة مع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، لخصت نتائج الزيارة وما هو متوقع منها خلال الفترة المقبلة على ضوء ما يشهده السودان من حرب طاحنة، حيث قال السيسي: “مصر حريصة على أمن السودان الشقيق، ومواصلة تقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي بالسودان، ودعم وحدة الصف السوداني وتسوية النزاع القائم، انطلاقاً من الارتباط الوثيق بين الأمن القومي للبلدين”.

 

دعم مؤسسة الجيش

ثمة نظرة فاحصة لهذه العبارات انطلاقا من مستوى الاستقبال الذي وجده البرهان في القاهرة، يؤكد أن مصر ما تزال تدعم الجيش السوداني، لكونه المؤسسة الشرعية، التي يعوّل عليها للمحافظة ليس على أمن السودان فحسب بل على استقرار المنطقة والمحيط الأفريقي، وهنا يقول المحلل السياسي د.الفاتح الحسن لـ”الزاوية نت” إن زيارة البرهان للقاهرة تعتبر زيارة لرد الجميل لمصر لوقوفها في المحافل الدولية والإقليمية مع السودان وتأكيدها بالوقوف مع الشرعية والقوات المسلحة في معركتها ضد التمرد وهو موقف مبدئي ظلت القاهرة تدافع عنه رغم الإغراءات  السياسية المختلفة، هذا فضلا عن ما قدمته مصر شعبا وحكومة للشعب السوداني من استقبال ومؤازرة  وفتح الأبواب جميعها للسودانيين، مؤسسات وقطاع خاص وتعليم وعلاج  واستضافة أكبر عدد من السودانيين الذين لم يشعروا بالغربة الاستقبال الكبير وهي رسالة قوية من مصر للعالم بعمق العلاقات والوقوف مع السودان في محنته”، وبحسب الفاتح أن الزيارة خرجت بجملة مكاسب في مقدمتها تأكيد مصر وقوفها مع السودان وتصريحات الرئيس السيسي وتوجيهه للمؤسسات بمعاملة السودانيين أسوة بالمصريين وهو جميل كبير بعد أن شهدت الأيام الماضية حوادث مختلفة للمخالفات من السودانيين وهو أمر يعيد الثقة والهدوء إلى كل الذين جاءوا إلى مصر”.

 

حاجز صد لكل الأجندات 

بالطبع قبل وصول البرهان كانت بعض الأصوات تحدثت عن أن مصر ربما لديها مواقف جديدة ستبلغها إلى البرهان، سيما على ضوء تطورات شهدتها القاهرة في علاقاتها مع دول أخرى، وأشار بعضهم إلى العلاقة مع الإمارات على وجه التحديد وما هو معلوم في هذا الجانب، ما بين الخرطوم  وأبوظبي من موجة عداء على خلفية دعم الأخيرة للدعم السريع وفقا لتصريحات المسؤولين السودانيين آخرهم اتهامات وزير الخارجية علي الصادق الذي قال إن الإمارات شريكة في كل الجرائم التي حدثت للسودانيين، إلا أن الصحفية المصري صباح موسى ترى في حديث لـ(الزاوية نت) بأن الاتهامات التي طالت مصر بأنها يمكن أن ترضخ للأجندات والتنازل عن دعمها للجيش السوداني، غير صحيحة لأن القاهرة يمكن أن تكون لها مصالح مع دول أخرى، ولكن لا يمكن أن تتنازل عن دعمها لمؤسسة الجيش السوداني لأن ذلك سينعكس على أمنها الإقليمي ولا يمكن أن تنصب مليشيا متمردة على السودان.

 

تحركات في الوقت المناسب

ولكن في جوانب أخرى يرى بعض المهتمين بعلاقات السودان ومصر، أن الأخيرة، بطيئة الحركة وقليلة التحركات تجاه الأزمة في السودان، وأنه في أغلب الأحيان تظل القاهرة صامتة والخرطوم تحترق، وهنا تقول صباح موسى إنه على مستوى المبادرات، صحيح هناك من يتهم مصر بأنها غير منخرطة بشكل مباشر في الأزمة، ولكن مصر منذ أن اطلقت مبادرة دول الجوار أكدت حرصها على استقرار السودان ودعم المؤسسات الشرعية، ودائما ما تتدخل عندما ترى أن الأمور لا تسير على المستوى المطلوب، وأشارت صباح إلى أن موقف مصر الثابت خلف الشرعية في السودان، وموقفها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، وتمسكها في ذات الوقت بحوار لا يستثني أحدا، هذا الموقف أكد بانه حاجز صد، لكل المحاولات والأجندات المتقاطعة في السودان، وأضافت صباح “البعض يتحدث عن أن مصر ليس لها دعم واضح ولا ملموس، لكن مصر دائما تدعم ولا تتحدث”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.