متابعات- الزاوية نت
وجه إبراهيم موسى مادبو ناظر عموم قبيلة الرزيقات، رسالة خطيرة، إلى القبائل العربية في دارفور وكردفان، فحواها أن هذه القبائل تتعرض إلى إبادة جماعية حال انهزم الدعم السريع.
وقال مادبو في الرسالة الصوتية، إن الحرب اليوم اختلفت وتحولت إلى من حرب سياسية إلى قبلية بحتة، وأضاف “شاء من شاء وأبى من أبى” لكن حقيقتها هي حرب أهلية بحتة وواقعة.
وأضاف “أهلنا العرب المثل بيقول “نار المجرم بتأكل الجيران، وبمعنى أخر إذا اخوك قتل انسان برة البيت وطردوه أهل الميت ودخل البيت، فاما أن تقاتل معه أو تهرب من بيتك”، وتابع “وحميدتي مشى جاب النار وصباها في العرب، وما عندهم منها مفر”.
إلى ذلك دفع هشام عثمان الشواني الأمين السياسي لحركة المستقبل للإصلاح والتنمية، برسالة إلى ناظر قبيلة الرزيقات السيد محمود موسى مادبو.
قال فيها: المشكلة اليوم هي مع مليشيا الدعم السريع وليست مع قبيلة أو مكون اجتماعي، والحرب قامت أساسا ضد الدولة الوطنية السودانية وضد مؤسسة القوات المسلحة وهي مؤسسة قومية بها كثير من أبناء عموم عرب دارفور الكرام، والحرب هدفها نسف المشروع الوطني السوداني والذي سيتبلور بالإصلاح والتطوير لماهو قائم أصلا رغم وجود عيوب ومشكلات تحتاج للحل، لكن ذلك كما تعلم لا يتم بالتدمير والتخريب بل بالتماسك والوحدة والحكمة، وهذا ما لم يتعلمه حميدتي فحربه ليست حربا نبيلة بل حرب خبيثة مدفوعة بالقوى الخارجية والمال والسلاح الإماراتي.
سيدي الناظر: إن المتمرد المجرم حميدتي وقوات الدعم السريع لا تخدم أي أجندة محلية، ولا تعبر في حقيقتها عن مصلحة لأي مكون أهلي بما في ذلك عموم القبائل العربية في دارفور، إن حميدتي والمليشيا هم خصوم مستقبل السودانيين جميعهم، وخصوم الدولة الوطنية، ولتعلم أنهم لم يجلبوا لكم الخراب وحدكم بل كادوا أن يجلبوه للشعب السوداني كله، وما فعلوه في السودان سيكتبه التاريخ ولن ينساه أحد، ويجب ألا ننسى أن هناك فصيلا سياسيا مخربا وعميلا ساهم بشكل مفصلي في هذه الحرب، وأقصد قوى الحرية والتغيير (قحت) تحديدا، فقد ساهمت هذه القوى بطريقة مباشرة في إشعال فتيل الحرب وتغذية المشكلات ودفع الأسباب لمداها الأقصى بدافع سلطوي مريض. الحرب إذن سياسية وعسكرية.
ويقال في المثل السوداني (الفشا غبينتا خرب مدينتا) ومدينتنا هي الدولة الوطنية السودانية التي ستجمع كل السودانيين على أسس السيادة الوطنية والتنمية والعدالة والوحدة، ولقد سمعت حديثكم وفيه اعتراف بهزيمة الدعم السريع وفيه مخاوف على القبائل من أي نية لانتقام قادم، ورأيتك تدعوهم لحماية أنفسهم لأنهم قد يتعرضون للهجوم بسبب ما جره عليهم حميدتي وقد شبهته كالمجمرم الذي يقتل بعيدا ويأتي جالبا معه الخراب للقبيلة والأهل.
ولو كان لي أن أنصح من هم في مقامكم واسمكم فإنني أقول:
هذه مخاوف مفهومة ولكن ما يجب التأكيد عليه هو أن الحرب القائمة ليست حربا أهلية وإن شملت بعدا قبليا وتعبئة عرقية في بعض جوانبها، إلا أن تعريفها الأساس هي حرب الدولة ضد اللادولة، ةحرب الوطني ضد غير الوطني، وحرب المشروع السوداني ضد المشروع الأجنبي، وحرب جيش الدولة الوطني الذي يسمى القوات المسلحة السودانية ضد مليشيا الدعم السريع الممولة تمويل أجنبي كامل وتحديدا من دويلة الشر التي لا تهمها مصلحة قبيلة الرزيقات ولا غيرها من القبائل السودانية.
عليه فإن مشكلة كل السودانيين هي ضد المليشيا وضد شكلها المؤسسي الذي يحمل السلاح ويقاتل الناس والجيش ويرتكب الانتهاكات. ولا مشكلة مع الأبرياء المواطنين من عموم القبائل العربية في دارفور أو كردفان. وعموم قبائل المجموعة العربية في دارفور وكردفان وهم جزء لا يتجزأ من نسيج سوداني تاريخي، وهم ينتمون للجغرافيا السودانية كغيرها من المجموعات وتجمعهم أواصر تاريخ، وشرايين وأوردة لا يسع المجال لذكرها
لذا سيدي الناظر أقول لك ثلاث نقاط:
أولا:
هذه ليست حرب أهلية وفق نماذج شهيرة للحرب الأهلية، فأهم عنصر في الحرب الأهلية غير متوفر هنا وهو أن يتفق الطرفان المتقاتلان على عداء الدولة من أجل إقامة كيانهم القبلي أو العنصري الخاص، وذلك حدث في الصومال مثلا وقبرص ولبنان، لكننا هنا لا نجد طرفين بل نجد جانب الدولة ضد اللادولة، وجانب الدولة هذا الذي نقف فيه مع القوات المسلحة السودانية والشعب السوداني والمستنفرين والقوى السياسية الوطنية وهو جانب يشمل كل السودانيين بمختلف قبائلهم ويشملكم بالضرورة، أما جانب اللادولة فتقف فيه المليشيا العنصرية وبعض القوى العميلة التي تتكسب سياسيا من الحرب وتسعى لبث أوهام تارة حول دولة ٥٦ تارة حول الجلابة وغيرها.
ثانيا:
لقد آن الأوان لإظهار المسافة بين المكونات السودانية جميعها وبين مليشيا الدعم السريع، خصوصا تلك المكونات التي تدعي المليشيا أنها تمثلها، نعم نحن نفهم الظرف المعقد لكم ولبعض الرموز الأهلية، وندرك الترهيب والضغط الذي تتعرض له، ونثمن هنا دور كثير من الرموز الذين تحدوا الشرط العنيف والإرهاب الذي يمارس ضدهم ليعلنوا موقفهم الوطني ويستنكروا الجرائم والسرقات والاعتداءات والاغتصابات التي قامت بها مليشيا الدعم السريع. ولكن سيدي آن الأوان للابتعاد عن مليشيا الدعم السريع في كل مكان وكل أرض وذلك من أجل استرداد اللحمة الوطنية السودانية وتحقيق السلام الحقيقي واستعادة الأبناء للديار حال غررت بهم دعاية المليشيا المتوهمة عن دولة ٥٦ وخطابها العنصري ضد بقية السودانيين.
ثالثا: لا يمكن خلق حل بدعوتك لقوة جديدة غير الدعم السريع تحمي المجموعات القبلية ضد الانتقام والتشفي، هذه المجموعات لا يجب أن يمس الأبرياء منهم أيا كان، والظرف الحالي يتطلب جرأة ومبادرة تجاه دعم بقاء الدولة وجيشها ضد مليشيا جلبت الخراب للجميع، نعم نحن ضد إفلات المجرم من العقاب لكننا نعلم أن المجرم لا قبيلة له. وحماية القبيلة تحتاج دمجها أكثر مع مصلحة المكونات الأهلية ودعم القوات المسلحة السودانية المؤسسة القومية وتعزيز بقاء الدولة السودانية.
ختاما:
السلام يحتاج منا جميعا معالجة دقيقة وفرز للأجندة المحلية عن الأجندة الخارجية، وذلك بطرح رؤية سياسية شاملة تحفظ الدولة وتبقيها وتعزز السيادة الوطنية، لذلك من الضروري على القيادة السياسية والعسكرية والرموز الأهلية وكافة أبناء الوطن رفع الصوت الوطني الذي ينظر للسودان في ترابطه العميق وهذا يحتاج منكم دورا كبيرا نحو الوطن في عمومه ونحو القوات المسلحة السودانية تحديدا.
[…] استمعت لدفاع وليد مادبو عن الرزيقات.. وهو لا يختلف عن دفاع صديق الأعمش ليسترجع له طليقته؛ إذ […]