اجتماعات جوبا.. هل تراجعت القوى السياسية عن دعم الجيش السوداني؟

0

جوبا- آدم محمد أحمد

أظهرت اجتماعات القوى السياسية السودانية، في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، خلافات واسعة بين المكونات التي التقت هناك لبحث رؤية سياسية وحل للأزمة في السودان.

وبحسب معلومات أن الخلافات تمثلت في التباين بين الأطراف حول رؤية أيقاف الحرب ومواجهة الواقع، لجهة أن بعض الأحزاب والمكونات ترى ضرورة الحياد وعدم  مناصرة أي طرف عسكري على آخر، والدعوة في هذا السياق إلى وقف الحرب، بينما رأت أخرى، أن الحياد يجعلها في موقف التخلي عن الانحياز للقوات المسلحة، ومساواتها مع قوات الدعم السريع، التي ترى تلك القوى إنها تمردت وارتكبت جرائم فظيعة لا يمكن السكوت عنها.

وأقر رئيس الجبهة الثورية وعضو المجلس الرئاسي بالكتلة الديمقراطية  محمد سيد أحمد الجكومي، في حديث لـ”الزاوية نت” بوجود تباين في هذا الأمر، لكنه أشار في حديث أخر، إلى أن أبرز نتائج ومخرجات اجتماعات جوبا تمثلت في دعم الجيش والمقاومة الشعبية و ادانة مليشيا الدعم السريع والتأكيد على الحوار السوداني السوداني الذي لا اقصاء فيه لأي قوى سياسية.

بينما تبرز ثنايا منشور للقيادي بالكتلة الديمقراطية، مبارك أردول، تفاصيل هذا الأمر، حيث يقول: “لا يمكن أن نبدو وكأننا دعاة حرب ومشعلي الفتن ونحن في الأصل ضحاياها وغدرنا في بيوتنا”، ويعتبر موقف أدرول هذا هو الواقع الجديد الذي طرأ على مواقف القوى السياسية المحسوبة على الجيش السوداني، منذ اندلاع الحرب، بحيث انها أعلنت موقفا واضحًا تجاه الدعم السريع، ومن بينهم أردول الذي كانت لديه أراء حادة في بداية الحرب، لكنه غير من موقفه بعد ان تم اعفائه من إدارة الشركة السودانية للموارد المعدنية وخروجه مهاجرًا إلى دولة قطر.

وقال أردول إن المشاورات التي عقدت في جوبا عاصمة جنوب السودان، كانت فرصة كبيرة لمكونات الكتلة للالتقاء مع بعضها وكذلك التوافق مع قوى سياسية أخرى متفاهمة معها وتتفق معها في الموقف السياسي من الحرب والصراع في السودان، بعد ان تجاوزت مرحلة التصنيفات والانتماء للمعسكرات.

وأشار إلى أن البيان الختامي للمشاورات مثّل موقفًا سياسيًا راشدًا ومعقول يمكن البناء عليه لوضع حد للمعاناة الإنسانية التي تعيشها البلاد.

وقال إن الأطراف والقيادة السياسية دورها تقديم الحلول الممكنة ووظيفتها الأساسية البحث عن مخارج للازمات وكذلك أرضيات مشتركة مع الخصوم سيما والتدهور في البلاد مستمر نحو الأسفل وعلى مدار الساعة.

ونوه إلى أن جوبا تريد أن تلعب دوراً للسلام ولملمة الأطراف لا يمكن استغلال منبرها لأي شيء آخر ، لذلك مساعدتها لتساعدنا قضية مهمة يجب الانتباه لها، اما بقية القضايا الأخرى يمكن أن تبحث في منابر مختلفة.

وقال البيان الختامي إن وقف الحرب مطلب أساسي ملح للشعب السوداني، إلا ان الخلافات البينية حالت دون ذلك، اننا نقف مع إنهاء الحرب وتحقيق السلام الشامل الذي ينهي معاناة الشعب السوداني وينقل البلاد الى فترة انتقالية يتفق عليها، ويكون ذلك عبر محورين منفصلين يتكاملان لتحقيق.

ونوهت إلى أن العملية السلمية تقوم على أن وقف القتال وإنهاء الاعمال العدائية، يقوم على قواعد عسكرية فنية وفقاً لأحكام قانون الحرب والحياد الدولي، وإعلان جدة ١١ مايو ۲۰۲۳ ، مع تضمين البرتوكولات الأمنية والإنسانية في اتفاق جوبا لسلام السودان، وعليه ندعو للتوصل الى وقف إطلاق نار طويل الأمد لإتاحة الفرصة لإجراء مشاورات تمهيدية واسعة حول إدارة الفترة الانتقالية وتهيئة.

وأكد أن تحقيق السلام الشامل يقوم على أساس الحوار السوداني السوداني الذي يفضي الى تأسيس الدستور الانتقالي والذي بموجبه يتم تشكيل الحكومة الانتقالية. على أن تنخرط الأطراف في عملية سلام شامل بما في ذلك الترتيبات الأمنية النهائية بالتزامن مع مناقشة القضايا السياسية المتعلقة بجذور الازمة السودانية، بغية تأسيس دولة مدنية ديمقراطية وبناء جيش قومي ومهني واحد بعقيدة عسكرية واحدة يعكس التنوع والثقل السكاني ويدافع عن

المصالح العليا للدولة السودانية، عبر حوار قومي شامل دون اقصاء، تتفق الأطراف على أسس وآليات تضمن الشفافية والمشاركة العادلة وعدم هيمنة أي طرف من الأطراف على.

وحدد البيان أجندة الحوار ومخرجاته حول قضايا، “نظام وشكل الحكم، تشكيل الحكومة الانتقالية، اصلاح المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية، التحضير لانعقاد المؤتمر الدستوري، قضية الهوية، العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، العقد الاجتماعي، الاعداد للانتخابات العامة، محاسبة مرتكبي جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية، تعويض المتضررين من الحرب وإيجاد حل عادل لقضية شرق السودان من خلال منبر تفاوضي خاص يشمل جميع الأطراف دون اقصاء وفقاً لمخرجات القاهرة.

قضايا أخرى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.