متابعات- الزاوية نت- قالت وكالات الاستخبارات الأمريكية، إن الإمارات أرسلت إمدادات متزايدة من الأسلحة، بما في ذلك طائرات مسيرة صينية متطورة، إلى ميليشيا الدعم السريع هذا العام، مما عزز جماعة متهمة بالإبادة الجماعية، وأجج صراعًا تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ونقلت صحيفة “وول استريت جورنال” الأمريكية، أن تقارير منفصلة، بما في ذلك صادرة عن وكالة استخبارات الدفاع ومكتب الاستخبارات التابع لوزارة الخارجية، زيادة في تدفق العتاد من الإمارات إلى الدعم السريع المتمردة منذ الربيع، وفقًا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على المعلومات الاستخباراتية. وقال المسؤولون إن العتاد يشمل طائرات مسيرة صينية متطورة، إلى جانب أسلحة صغيرة ورشاشات ثقيلة ومركبات ومدفعية وقذائف هاون وذخيرة.
هذا أحدث مثال على كيفية استعراض هذه الدولة الخليجية الغنية قوتها بهدوء للتأثير على مسار الصراعات وتأكيد مصالحها في منطقة تهيمن عليها قوى مؤثرة أكبر بكثير، من المملكة العربية السعودية إلى تركيا وإيران.
وبحسب تقرير الصحيفة إن الإمارات أرسلت أسلحة إلى السودان لدعم قوات الدعم السريع بعد سلسلة من الانتكاسات التي بلغت ذروتها بفقدان الميليشيا السيطرة على العاصمة الخرطوم في مارس وبعد إعادة تسليحها، نجت الميليشيا من نقطة التحول المحتملة في الحرب، وشنت هجومًا متجددًا على الحكومة، مما تسبب في بعض أسوأ دمار في الحرب التي استمرت عامين.
وأثارت شحنات الأسلحة الإماراتية إحباط المسؤولين الأمريكيين الذين كانوا يأملون في احتواء الحرب. وانتهت الجولة الأخيرة من المحادثات التي استضافتها الولايات المتحدة لترتيب وقف إطلاق النار يوم الجمعة بالفشل.
وقال كاميرون هدسون، رئيس الأركان السابق للمبعوثين الرئاسيين الأمريكيين الخاصين المتعاقبين إلى السودان: “لولا الإمارات العربية المتحدة، لكانت الحرب قد انتهت”. وأضاف عن قوات الدعم السريع: “الشيء الوحيد الذي يُبقيهم في هذه الحرب هو الدعم العسكري الهائل الذي يتلقونه من الإمارات”.
وأكد مسؤولون ليبيون ومصريون وأوروبيون مطلعون على الوضع هذه الزيادة في شحنات الأسلحة الإماراتية.
وصرح مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون بأنه بعد خسارة قوات الدعم السريع للخرطوم، كثّفت الإمارات العربية المتحدة إمداداتها لإنقاذ الميليشيا. وقال أحد المسؤولين إن الاستخبارات الأمريكية، وبعضها حديثٌ في أكتوبر حددت أنواع الأسلحة التي شُحنت عبر صور ساحة المعركة واستخبارات الإشارات.
وكان من بينها طائراتٌ مسيرة من سلسلة “رينبو” التي تصنعها شركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية، وهي شركة متعاقدة مع الحكومة الصينية، بما في ذلك طائرة تُسمى CH-95، وفقًا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على الاستخبارات ومسؤولين مصريين. ولم تستجب الشركة لطلب التعليق.
تُضيف طائرة CH-95 قوة نيرانية كبيرة إلى ترسانة قوات الدعم السريع. تتمتع هذه الطائرة المُسيّرة بقدرة إطلاق أسلحة دقيقة، ويمكنها التحليق لمدة 24 ساعة متواصلة، مما يُتيح لها القيام بعمليات استطلاع وضربات جوية بعيدة المدى، وفقًا لشركة جينز للاستخبارات الدفاعية. وقد رُصدت طائرات تتوافق مع مواصفات الطائرة المُسيّرة أثناء الهجوم الحالي لقوات الدعم السريع في شمال دارفور، وفقًا لمختبر ييل للأبحاث الإنسانية، وهو مؤسسة لتحليل النزاعات.
وقال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وعرب إن الإماراتيين كثّفوا في الأشهر الأخيرة رحلات نقل الأسلحة عبر الصومال وليبيا، حيث نُقلت من هناك إلى السودان برًا.
