بدر للطيران بمطار الخرطوم.. أكثر من مجرد هبوط
نعم، حطّت طائرة بدر للطيران رحالها يوم السبت في مطار الخرطوم، لكن الحدث تجاوز مجرد هبوط تقني، إذ حلّقت معه الأحلام والآمال في سماء الوطن… فالسودانيون الذين فرّقتهم الحرب كأيدي سبأ بين نزوح لا يرحم ولجوء موحش، تتوق نفوسهم إلى العودة إلى حضن الوطن، الذي يمثل لهم الحياة بكل تفاصيلها الجميلة.
عند هبوط الطائرة، تجددت الأشواق، وتحركت الكوامن، وتعلّقت الأفئدة والأبصار بأرض النيلين، حيث الخرطوم العاصمة التي يفتقدها سكانها أينما حلّوا.
هي ليست كـ”الرياض” أو “القاهرة” في حداثتها وتطورها، لكنها أجمل منهما بتفاصيل الحياة التي تمزج بين بساطة الناس وسهولة العيش.
ومن خلال ردود الأفعال التي أعقبت خبر هبوط طائرة طيران بدر، برزت رمزية مطار الخرطوم، الذي حتي ولو كان دون مستوي الطموح، إلا أنه يحمل مكانة خاصة في وجدان السودانيين، وفي كل الأحوال يظل بمثابة “الرئتين” للعاصمة، التي لا يمكنها أن تتنفس بدونه.
حالة الارتياح والتداول الواسع للخبر أطلقت موجة من الإيجابية، نحن في أمسّ الحاجة إليها، فمطار الخرطوم يُعد حجر الزاوية في إنجاح العودة الطوعية والإعمار ، ليس لأنه يستقبل الرحلات فحسب، بل لأن مجرد تشغيله يعني أن العاصمة بدأت تستعيد نبضها.
ويبدو أن القدر أراد أن يبتسم في وجه شركة بدر للطيران، التي فقدت إحدى عشرة طائرة في ذات المطار بسبب الحرب، لتحظى اليوم بشرف أول هبوط لطائرة شركة طيران على مدرجه منذ 15 أبريل 2023.، وهو شرف باذخ بكل المقاييس وحدث للتاريخ.
بصفة عامة، فإن هبوط طائرة بدر يُعد مؤشرًا على جاهزية مطار الخرطوم للعمل، لكن تحديد موعد التشغيل الرسمي يبقى في يد الجهات المختصة، ونأمل أن يكون ذلك قريبا، فعودة المطار تعني عودة الحياة الي عاصمة انهكتها الحرب، عاصمة تمرض ولكنها لا تموت.
المصدر طيران بلدنا
