مطار بولي الدولي استوقفني أحدهم
بقلم محمد حامد جمعة.. في مطار بولي الدولي استوقفني أحدهم شاب وضئ الملامح دل البابسورت الأزرق على أنه سوداني رغم أن هيئته ونسق اللبس الإفرنجي و(الشنطة) الخفيفة التي على الظهر تشير الى خبير بطقوس السفر عكسنا نحن .الذين لا يكتمل مزاجنا بعد الشحن إلا بجر الأمتعة ! سألني مشبهك على صحفي ! مال راسي للوراء.
افتر ثغري عن ابتسامة قلت (ياهو ..نوار) فقالدني ولسانه يلهج بالشكر . هزني بكلمات وهو يرجني في صدره . كدت أن أنفجر بالبكاء مما أسمع . كان يقطع حديثه ليسالني البلد كيف . فأقول في حرز أمين.
ومن منجى لأمان بحول الله . تيقنت أن بعض كلماتنا للبعض سلام وشفاء . كان حينها صديقي (أبيوت) الذي رافقني للمطار وبعض الجيران على هاتفه يتبادلون الدعاء (مامي ..سلام قبا ) . الرجل الأربعيني الذي كان أخر مذاق طعام وماء من كريم صنع والدته في (شروميدا تسعا زيتن) كل ثانية يتفقدني . ورغم أنه شخص صارم وضنين التعابير شعرت به حزين لمغادرتي . أيقنت هنا كذلك إنك إن إحترمت الناس . وقدرتهم وإنسست صلتك بهم منحوك ما لا يشترى وهو المودة الطلقة . كنت أرمق المدينة من عل . غالبا يميط (أبيوت) الغيم الفاصل بين (كرمت) و(مسكرم) ليدقق على شعار (بدر).
2
حينما هبطنا مطار بورت سوداني شعرت بالراحة من حجم الطائرات على المدرج . ضخمة فاخرة . سودانية خالصة . نشاط العمل وإنتشار الأليات يشير الى أن المطار يمضي ليكون معبرا كبيرا . لو أني أستشرت لما قلصت هذا التصاعد . لان كل يوم يمر هو إضافة لتطوير قدرات ولاية البحر الأحمر في هذا النوع من الخدمات . وذلك حتى إن أستعيد مطار الخرطوم . كنت في حالة شعور مريح أكملته بطلب من المضيفة أن تنقل تحية خاصة مني لطاقم رحلة اليوم و(الكابتن) تحديدا فقد أنجز هبوطا ناعما .ينم عن دربة ومهارة وأنه صاحب لمسة
3
قلت لصديقي محمد الماحي الذي استقبلني .اذهب بي الى ديم سواكن . لعمتنا (طيبة) . أرغب في صف (العصيدة) والتمتع ببعض (المرس) واستطعام صرامتها في رد بعض المتضجرين ومن يكثرون (الغلاط) تفعل ذلك بحسم ملوكي وملائكي معا . وإن كنت أبحث منذ عن عرفتها عما سيضحك هذه السيدة المكافحة . لا تضحك ..البتة
4
غرست أصابعي في العصيدة . سال الأدام على اصابعي . اول ذائقة مني صحت ..(ويييبيو ). يا للجمال . يا الهي . عاشت الأيادي الصانعة . ثم قلت يا ود الماحي ..جوكم ظريف ..يلا يا معلم من أحب الديار لأحب الاوطان بورت سودان جاك زول