متابعات- الزاوية نت- قالت مديرة مكتب قناة العربية والحدث لينا يعقوب في أول تعليق لها على قرار إيقافها من قبل وزارة الإعلام السودانية وسحب ترخصيها، إنها ممتنّةٌ ومقدرة، بل عاجزة عن الشكر والتعبير لكل الكلمات الطيبة التي كُتبت، وللرسائل والاتصالات التي لم تنقطع.
وأضافت “من الأصدقاء والزملاء الذين يعرفونني يدركون جيداً أنني لا أهتم بمثل هذه القرارات والتضييقات والحملات والإساءات التي اعتدناها منذ سنوات طويلة مضت، والتي ازدادت سراً وعلناً في الآونة الأخيرة، لكني سُررت كثيراً بما وصلني منكم، وليتني أستطيع التواصل معكم فرداً فرداً لأشكركم، قمة الثقة أن تصمت حين يُستهزأ بك ويزايد عليك الآخرون، خاصةً إذا كنت تعلم من أنت ومَن هم.!”
وكانت لينا يعقوب قد أجرت تحقيقًا تلفزيونيًا تم بثه في قناة العربية والحدث، عن مكان إقامة الرئيس السوداني السابق عمر البشير حيث كشفت معلومات عن امتلاكه جهازًا هاتفًا ويتابع الأحداث ويتواصل مع أسرته ويزوره بعض قيادات حزبه السابقين.
وأثار التحقيق موجة من الجدل وسط الناشطين سيما عناصر النظام السابق والداعمين للجيش السوداني، الذين اعتبروه تجاوزا و انصرافية من القناة انطلاقا من مواقف سابقة تم رصدها أبرزها معلومات بثتها القناة عن استخدام السلاح الكيميائي في الخرطوم من قبل الجيش السوداني، حوت صورا مفبركة تم صناعتها بالذكاء الاصطناعي.
وقالت وزارة الإعلام في مضمون قرارها إنها رصدت مخالفات كثيرة للينا يعقوب ليس فقط التحقيق عن الرئيس السابق بل مخالفات أخرى ورفضت لينا الرد على استفسارات الوزارة مما يعد مخالفة لقرار والتزامات منحها الترخيص بممارسة المهنة كمدير لمكتب القناة وقبلها مراسلة لقناة خارجية.
بينما دافع الكثيرون عن لينا سيما زملاءها السابقين والذين عاصروها في مجالات الصحافة المختلفة، والذين عبروا عن استياءهم من القرار الذي وصفوه بالجائر وان القرار يجب ان يطال القناة وليس لينا، وأبرز ما كتب هنا الصحفي ضياء الدين بلال الذي قال: لم أشاهد حتى هذه اللحظة تقرير قناة العربية الحدث عن الرئيس السابق عمر البشير، غير أنني اطلعت على عناوين وتعليقات لخّصت أبرز ما ورد فيه، وفي المقابل، قرأت قرار وزارة الإعلام القاضي بسحب ترخيص الزميلة المحترمة لينا يعقوب، وقد استوقفني طول البيان والمجهود الكبير المبذول في تبرير القرار!
ونوه ضياء إلى أنه هنا يجدها مناسبة ليدلي بشهادته في حق لينا، وقد عملا معاً لسنوات طويلة في صحيفة السوداني إبّان رئاستي لتحريرها، ولا أزال أتابع عملها في مكتب العربية.
وأضاف “كثيراً ما جمعتنا نقاشات مهنية عميقة في قضايا مختلفة، اتفقنا في بعضها واختلفنا في أخرى، لكن ما لا يجب أن يختلف عليه هو أن لينا فوق كل الشبهات: إنسانة نزيهة، محترمة، ومهنية إلى أبعد الحدود، هي لا تساوم في مهنتها، ولا تُستمال بالترغيب ولا بالترهيب، وظلّت دوماً عرضة لتقاطع النيران بين الحاكمين والمعارضين على السواء، من أهل اليمين واليسار.
وتابع “بل إن الاتهامات التي تواجهها اليوم هي ذاتها التي وُجّهت إليها في الحقبة الحمدوكية بعد سقوط نظام الإنقاذ، في محاولة متكررة وبائسة للنيل من سجلها المهني النظيف، الزميلة لينا يعقوب تظل اسماً عصياً على التشويه وصوتاً مهنياً صادقاً، وأي قرار يستهدفها لن ينال من قيمتها، بل يزيدها رسوخاً واحتراماً في وجدان من يعرفون معدنها المهني والإنساني الأصيل.