عمدت مليشيا الدعم السريع، إلى القيام بعمليات سحب دم بالقوة من المواطنين الفارين من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في الطريق المؤدي إلى محلية طويلة ، مما أدى إلى وفيات عديدة، في جريمة جديدة تضاف إلى سجلها الدموي
وتحولت مدينة طويلة مركزا ضخما يأوي أكثر من نصف مليون نازح يعيشون في ظل أوضاع إنسانية قاسية.
وقال ناجون وشهود عيان بحسب سودان تربيون إن الجرائم بحق المدنيين شملت القتل والاختطاف والاعتقال التعسفي ونقل دم من الفارين دون احترازات طبية واضحة”.
وكان المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح العقيد أحمد حسين مصطفى، كشف عن اعدامات جماعية تقوم بها المليشيا في الطريق الرابط بين الفاشر وطويلة، حيث يوجد أكثر من 130 جثة ملقاة على الأرض تعود لمواطنين قتلتهم مليشيا آل دقلو الإرهابية في إطار عمليات التصفيات الجسدية التي انتهجتها بصورة وحشية تجاه المدنيين العزل بشمال دارفور.
وكانت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان مليشيا الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية، شملت القتل والتعذيب والتهجير القسري والاستعباد والاغتصاب، إضافة إلى أعمال وصفتها بـ”اللا إنسانية” ضد المدنيين خلال الحرب الدائرة في السودان.
وشدد رئيس البعثة محمد شاندي عثمان، أن نتائج التحقيقات “لا تترك مجالًا للشك، وأن ما جرى في الفاشر والمناطق المحيطة بها يمثل واحدة من أبشع صور الاستهداف الممنهج”، حيث تعرض السكان المحليون لانتهاكات واسعة النطاق، من “القتل المباشر إلى العنف الجنسي والاستعباد”
وأوضح ثلاثة ناجين وصلوا إلى طويلة أن نقل الدم دون تدابير صحية تسبب في وفاة عشرة مدنيين على الأقل خلال فترة وجيزة.
وقال يونس، وهو نازح فرّ من مخيم أبو شوك شمال الفاشر ووصل إلى طويلة، لـ”سودان تربيون”، إن قوة من الدعم السريع ترافقها عربة إسعاف اعترضت في 26 أغسطس الماضي تجمعًا لهم بالقرب من بلدة “قرني” غربي الفاشر.
وأشار إلى أن القوة أجبرتهم على التوقف واعتدت عليهم بالضرب بالسياط، بعد أن وجهت لهم اتهامات بأنهم جنود تابعون للجيش السوداني أرادوا الفرار من الفاشر.
وأوضح أن القوة أجبرت 6 من الشباب على الصعود في عربة إسعاف ترافقهم، قبل أن يقوم الأطباء داخلها بسحب كميات من الدم، حتى دون إجراء فحص مسبق للتأكد من فصيلة او صلاحية الدم المنقول.
وذكر أن ثلاثة من هؤلاء الشباب توفوا في الطريق قبل الوصول إلى طويلة نتيجة للمضاعفات، وأكد ناجيان آخران تورط الدعم السريع في سحب دم من الفارين، ما تسبب في وفاة سبعة أشخاص على الأقل خلال الفترة من الأول من أغسطس المنصرم وحتى الثلاثين منه.
