بورتسودان- الزاوية نت- أكدت لجنة الطوارئ الاقتصادية برئاسة د. كامل إدريس، رئيس مجلس الوزراء، وضع ضوابط أكثر فاعلية للحد من تهريب الذهب وفقدان الموارد، إلى جانب مناقشة إجراءات ضبط الاستيراد بما يتوافق مع حاجة البلاد الفعلية، والعمل على تحسين الصادرات وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات السودانية.
واستعرضت اللجنة في اجتماع عدداً من القضايا الاقتصادية ذات الأولوية المطروحة على جدول الأعمال، من بينها قرار تشكيل اللجنة والمهام الموكلة إليها في إطار الجهود الرامية إلى معالجة التحديات الاقتصادية الراهنة، وناقش الاجتماع تنفيذ قرار شراء الذهب وتنظيم سوقه بما يضمن زيادة موارد الدولة وتقليل فرص المضاربات.
وأكد رئيس اللجنة أن القرارات المتعلقة بالموضوعات التي تم التوافق حولها ستصدر تباعاً، مشيراً إلى تكوين لجان فنية مختصة للمتابعة والتنفيذ بما يضمن إنفاذ التوصيات فوراً على أرض الواقع.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس اهتمامه الخاص بالملف الاقتصادي، ويتابع بصورة لصيقة عمل لجنة الطوارئ الاقتصادية، وأكد أن الإصلاح الاقتصادي يمثل أولوية قصوى للحكومة في هذه المرحلة من تاريخ البلاد.
إلى ذلك أكد الدكتور محمد بشار وكيل التخطيط بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، انه بالرغم من بلوغ عدد من الدول العربية لأهداف اقتصادية كبيرة وتحقيق طفرات ملحوظة في شتى القطاعات بما فيها التحول الرقمي وتبني استراتيجيات وطنية دافعة، إلا أن راهن الاقتصاد الدولي وما يشهده من حالة عدم يقين يستدعي التفكير في تعزيز عنصر المبادرة والتفاعل مع ملامح الأجندة الدولية الجديدة الجاري تشكيلها بمرتكزات تستهدف التركيز على استخدامات التكنولوجيا الحديثة وتعزيز الامن الغذائي.
وقال خلال مشاركته في أعمال الدورة 116 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري بجامعة الدول العربية، أن التحديات الإقليمية والدولية الأخيرة قد أظهرت حجم الهشاشة في الأمن الغذائي العربي وخطورة اعتماد الدول العربية على استيراد الغذاء، وأن قرارات قمة بغداد الأخيرة باعتماد الاستراتيجية العربية للأمن الغذائي 2025-2035، جاءت لتفتح الباب امام شراكة عربية فاعلة تسهم في تعزيز الاستفادة من دولنا العربية وقدراتها وخبراتها وتدعم عمل مؤسسات العمل العربي المشترك باعتبارها بيوت الخبرة الفنية القادرة على تعزيز الممارسة عبر جذب شراكات إقليمية ودولية جديدة.
وجدد رئيس وفد السودان ان السودان لايزال يضع مبادرته حول تحقيق الامن الغذائي العربي والتي أجازتها القمم العربية، مؤكدا أن مساعي إنعاش المبادرة قد بدأت بدراسات معمقة وشراكات فاعلة لإعمار القطاع الزراعي في السودان، مشددا على رؤية السودان في أنه بالشراكات الاستراتيجية في المجال الزراعي ، تستطيع الشعوب العربية تحقيق أمنها الغذائي وتتحرر من مخاطر اعتمادها الكبير على الخارج.
واستعرض رؤية السودان في الحاجة لتحرك جماعي فاعل لمراجعة الأجندة التنموية العربية بما يعزز مساعي ترقية ورفاهية الشعوب العربية كافة وتعزيز الاستفادة من الموارد الطبيعية والإمكانات العربية الهائلة التي مرت بتحديات نتيجة الهشاشة التي قد تكون سببتها النزاعات والتحول المناخي السالب، مطالبا بضرورة توفير موارد خاصة عبر الصناديق العربية لمواجهة التحديات التي تمر بها عدد من الدول الأعضاء التي تعاني من الهشاشة، وبذل مزيد من الجهود نحو التكامل الاقتصادي والعمل العربي المشترك ليتحقق المزيد من الكسب والإزدهار في كافة ارجاء المنطقة العربية.
وجدد تقدير السودان للمواقف العربية الداعمة للدولة السودانية ومؤسساتها في مواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للحرب التي فرضتها ميليشيا الدعم السريع الارهابية المدعومة من قوى إقليمية معينة، وكذلك على الجهود العربية في تعزيز الاستجابة الإنسانية لخفض الأضرار التي لحقت بالمواطنين جراء الحرب، مشيدا بالتفاعل العربي المقدر مع أولويات عمل الحكومة السودانية في الإنتقال للعون التنموي وتهيئة المناخ لإعادة الإعمار لاسيما بعد مباشرة الحكومة لمهامها من العاصمة القومية الخرطوم، واجتماعها مؤخرا في العاصمة.
وأجاز الاجتماع عدد من البنود الاقتصادية والاجتماعية الراتبة، وقد تضمنت قرارات المجلس الموافقة على مشروع القرار المقترح من حكومة السودان لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للمساعدة في خفض الفقر وتقديم الخدمات للشرائح المتأثرة بالحرب في السودان
حيث دعا المجلس الدول العربية إلى تعزيز مساعي حكومة السودان عبر تقديم الدعم الترويجي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في السودان عبر المبادرات والمنصات العربية المخصصة لدعم وتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مختلف المجالات الزراعية والصناعية والخدمية.
وقدم المجلس الشكر للمملكة العربية السعودية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على الجهود الإنسانية والإغاثية الكبيرة التي أسهمت في تخفيف أضرار الحرب على الفئات المنتجة وضمان تواجدها بمواقع الإنتاج.
كما دعا المجلس المنظمات العربية المتخصصة ومؤسسات التمويل العربية إلى تقديم الدعم الفني اللازم في هذا الخصوص.
وأشاد المجلس بدور الجامعة العربية واتحاد مجالس البحث العلمي العربية والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس مطالبا بمواصلة ادوارهم كبيوت خبرة عربية داعمة لإعادة تهيئة القطاعات الإنتاجية.
الجدير بالذكر ان أعمال الدورة 116 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي كانت قد انطلقت منذ الاحد الماضي الموافق 31 أغسطس 2025 بانعقاد اللجان الاقتصادية والاجتماعية والتي مثل السودان فيها المندوبية الدائمة لجمهورية السودان لدى جامعة الدول العربية.