كتب الناشط السياسي مكاوي الملك تحت عنوان “التحول التركي الاستراتيجي.. تقارب أنقرة مع حفتر وانعكاساته على المصالح الإماراتية في السودان.. المنطقة بين البراغماتية والمصالح” قائلا: لم تعد الصراعات في ليبيا والسودان مجرد نزاعات محلية..بل تحولت إلى حروب نفوذ إقليمية.. حيث تلتقي المصالح الاقتصادية.. العسكرية.. والسياسية مع حسابات القوى الكبرى والصغرى في شرق المتوسط والقرن الأفريقي..تركيا…التي كانت خصماً لحفتر.. حولت خصومتها إلى شراكة استراتيجية..في حين تكشف الإمارات عن حدود نفوذها المتراجع أمام ديناميكية التوازنات الجديدة
السودان .. في قلب هذه المعركة ، أصبح منصة اختبار للقدرة على مواجهة شبكات الوكلاء والمرتزقة التي رعتها أبوظبي منذ سنوات ولازالت التحولات التركية في شرق ليبيا
- اقتصاد واستثمارات استراتيجية
- ترسيم الحدود البحرية والغاز: تركيا تعمل على تمرير اتفاقية 2019 عبر البرلمان الليبي في طبرق..لتأمين حقوقها في موارد شرق المتوسط
- إعادة الإعمار: عقود بمليارات الدولارات في البنية التحتية..المستشفيات ، والطرق في بنغازي والبيضاء وطبرق..تمنح أنقرة نفوذاً اقتصادياً طويل الأمد
- الوصول إلى النفط الليبي: شرق ليبيا يحتضن أغلب احتياطيات النفط..وهو رافد استراتيجي للقدرة التركية على النفوذ الإقليمي
- أبعاد جيوسياسية
- مواجهة النفوذ اليوناني والأوروبي..خاصة في شرق المتوسط
- إضعاف تحالفات الإمارات ومصر وفرنسا المعادية..وإعادة رسم التحالفات لصالح تركيا
- الواقع الليبي
- تركيا على تنسيق وتواصل مع الغرب(طرابلس) وتعترف أن حفتر أصبح شريكاً لا يمكن تجاوزه لتحقيق مصالحها
أبريل 2024 زيارة صدام حفتر لأنقرة تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي
أبريل 2025 توقيع عقود إعادة الإعمار مشاريع ضخمة في شرق ليبيا
يونيو 2025 زيارة وفد عسكري تركي لبنغازي اتفاقيات دفاعية وتدريب على الطائرات المسيرة
يوليو- أغسطس 2025 زيارة رئيس الاستخبارات التركية تعزيز التعاون الأمني ومبادرة “ليبيا واحدة..جيش واحد”
الإمارات والسودان: انهيار استراتيجية الوكلاء
شبكة الوكلاء والمرتزقة التي بنتها الإمارات منذ عقد، تشمل الجيش الوطني الليبي، قوات الدعم السريع في السودان، والمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، كانت أداة لتمدد نفوذ أبوظبي في الشرق الأوسط وأفريقيا. إلا أن التحولات التركية في شرق ليبيا وتزايد مرونتها الاستراتيجية يضع هذه الشبكة أمام اختبار وجودي:
1.تراجع النفوذ الإماراتي في ليبيا
- الشراكة التركية مع حفتر تقلص قدرة الإمارات على التحكم في الشرق الليبي
- نفوذ حفتر في شرق ليبيا أصبح مرتبطاً الآن بالموافقة التركية
2.تهديد المصالح الإماراتية في السودان
- خطوط الإمداد للمرتزقة والمليشيات عبر الكفرة وبونتلاند أصبحت عرضة لإعادة ضبط تركيا
- الإمارات تواجه صعوبة في تمرير استراتيجيتها الميدانية والاقتصادية في السودان والقرن الأفريقي
3.التوسع التركي في القرن الأفريقي
- مشاريع تركيا في السودان تعزز النفوذ الاقتصادي والأمني..موازية لشبكة الإمارات..مما يفتح منافسة استراتيجية مباشرة
الاستنتاج: لماذا الخطر على الإمارات حقيقي؟
- خسارة حليف استراتيجي: حفتر لم يعد مجرد أداة إماراتية..بل شريك لتركيا
- تهديد المصالح الاقتصادية: النفط وإعادة الإعمار والشركات التركية تقوض النفوذ الإماراتي
- تغيير موازين القوى: تركيا أظهرت مرونة استراتيجية بينما الإمارات تواجه جموداً نسبياً
سيناريوهات المستقبل
1.استمرار التقارب التركي-الليبي (مرجح)
- اتفاقيات اقتصادية وعسكرية شاملة
- تراجع النفوذ الإماراتي في ليبيا والسودان
2.تقاسم النفوذ (محتمل)
- تفاهم تركي-إماراتي لتوزيع النفوذ
- الاحتفاظ بجزء من النفوذ الإماراتي مع قبول النفوذ التركي المتزايد
3.عودة التوترات (أقل احتمالاً)
- فشل المفاوضات..وعودة حفتر للمعسكر الإماراتي..مع استمرار الفوضى في ليبيا والسودان
الخاتمة
تركيا أثبتت أن البراغماتية والتكيف مع التحولات الإقليمية مفتاح نجاحها..بينما الإمارات تواجه صعوبة في الحفاظ على شبكة الوكلاء التي بنتها عبر العقدين الماضيين. ..السودان..في قلب هذه المعركة..أصبح منصة اختبار حقيقية لقدرة القوى الإقليمية على تحويل التحالفات إلى نفوذ مستدام
الدرس: السياسة الإقليمية ليست مسألة ولاء دائم أو أيديولوجيا..بل مصالح مرنة تتغير مع الموازين الجديدة..من يتكيف ينجح..ومن يتمسك بالقدرات القديمة يخسر
