متابعات- الزاوية نت- كشفت تقارير صحفية أن الإمارات اشترط على رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، إعادة تفعيل مشروع ميناء جديد بمنطقة “أبو عمامة” شمال بورتسودان، بقيمة تتجاوز 6 مليارات دولار إضافة إلى مشروعات زراعية على مساحات شاسعة، في مقابل استئناف الحوار السياسي، ما اعتُبر نوعًا من الضغط السياسي والاقتصادي في وقت تمر فيه البلاد بظروف حرجة.
وبحسب مجلة “أفريكا كونفيدينشيال” البريطانية، أن رئيس مجلس السيادة السوداني لم يعلق على العرض علنًا، واكتفى بالتزام الصمت، في خطوة فُسرت على نطاق واسع بأنها محاولة لتفادي صدام مباشر مع أبوظبي، في ظل توتر العلاقات منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت المجلة المقربة من المخابرات البريطانية إن وفدًا إماراتيًا شارك في اجتماع شرم الشيخ الذي دعت إليه مصر في 10 يونيو 2025، قدّم عرضًا للسلطات السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، اشترط خلاله إعادة إحياء اتفاق استثماري ضخم سبق إلغاؤه، كمدخل لأي تفاهم سياسي بين الجانبين.
وتشير تقارير غربية، بينها ما نشرته “نيويورك تايمز”، إلى أن الإمارات، وعلى الرغم من علاقتها المتوترة بالبرهان، لا تزال حريصة على تثبيت موطئ قدم استراتيجي لها على البحر الأحمر، وربطت ذلك بتأمين مصالحها الاقتصادية الكبرى، بما فيها الذهب والزراعة.
كما لفتت “أفريكا كونفيدينشيال” إلى أن العرض الإماراتي ربما لم يكن سوى مناورة سياسية تهدف لاختبار موقف البرهان، أو إرسال رسالة بأن الثقة بين الطرفين ضعيفة، خاصة بعد سلسلة من الاتهامات المتبادلة بشأن خروقات واتفاقات غير منفذة.
يُذكر أن العلاقات بين الإمارات والقيادة العسكرية في السودان تعيش مرحلة من الفتور منذ مطلع 2025، بعد اتهامات بضلوع أبوظبي في دعم خصوم الجيش بالطائرات المسيّرة، واتهامها بالسعي لإشراك قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” في أي تسوية سياسية مقبلة.
وفي ظل هذا التعقيد الإقليمي، تبقى خيارات السودان محدودة، في وقت تتسابق فيه العواصم الإقليمية على التأثير في مسار الحرب والسلام بالبلاد، وسط تزايد الدعوات الدولية لضبط النفوذ الخارجي وضمان استقلالية القرار السوداني