مطالب الإمارات في السودان… بالواضح ودون مواربة

1

مطالب الإمارات في السودان… بالواضح ودون مواربة .. قراءة سياسية في خارطة النفوذ وأدوات الضغط

كثر الحديث في الأوساط السودانية مؤخراً عن السؤال المحوري: ماذا تريد الإمارات من السودان؟ .. في عالم السياسة، قد تُخفى النوايا خلف ابتسامات الدبلوماسية، لكن في حالة الإمارات، المطالب باتت مكشوفة، صريحة، وخالية من أي ستار ناعم.

ما تريده أبوظبي من السودان لم يعد سراً، ويمكن تلخيصه في أربع مطالب استراتيجية تمثل جوهر تدخلها في المشهد السوداني:

 

 

  1. الفشقة:

الضغط لتطبيع الوضع الحدودي مع إثيوبيا، وتجميد المطالب السودانية بما يخدم مصالح “الحليف الإثيوبي”، دون اعتبار لحجم التضحيات التي قدّمها السودانيون من أجل الأرض.

 

 

 

  1. ميناء أبو عمامة:

مشروع بحري ضخم على البحر الأحمر، تعتبره أبوظبي أولوية استراتيجية، كمنفذ بديل عن الخليج، وممر آمن لمصالحها بعيدًا عن رقابة القوى الكبرى المنافسة لها . الإمارات مستعدة لفرض هذا المشروع سياسيًا أو عسكريًا، وبأي تكلفة.

 

 

 

  1. عودة حميدتي والدعم السريع:

ليس من باب الولاء، بل من منطلق حسابات ميدانية. فـ”قوات الدعم السريع” تُمثّل بالنسبة لأبوظبي ذراعًا يمكن التحكم فيه، يوازن نفوذ الجيش السوداني الذي تراه أقرب إلى محاور سياسية غير مرغوب فيها.

 

 

 

 

  1. إقصاء الإسلاميين:

ليس بسبب تهديد داخلي واقعي، بل تنفيذًا لأجندة إقليمية معروفة. وقد دعمت الإمارات في ذلك خصوم الإسلاميين من التيارات اليسارية والمدنية، ورغم الأموال الطائلة التي صُرفت، فشل المشروع في إنتاج بديل مقبول. والآن، تراهن الإمارات على السلاح والاقتصاد والحرب نفسها كأدوات لإعادة تشكيل المشهد.

 

 

 

ما وراء الستار:

الإمارات لا تُدير الملف السوداني كدولة ذات سياسة مستقلة، بل كـ”دولة وظيفية” تتحرك ضمن مشروع إقليمي أكبر. وإذا تحقق ما تريده بسلاسة، فذلك هو المسار المختصر. أما إن وُوجهت بمقاومة كما يحدث الآن، فإن استمرار الحرب، وتمديد الفوضى، واستنزاف السودان كلها تتحول إلى أهداف بذاتها تخدم “الكفيل الكبير” الذي تُنفذ أبوظبي أجندته.

 

 

 

ما المطلوب من الدولة:

ما يجري في السودان لا يحتاج إلى تأويل أو قراءة بين السطور. هذه حقائق واضحة، ليست “تحليلات غامضة” ولا “تسريبات استخباراتية”. ومن يرفض رؤيتها على حقيقتها، فهو إما مخدوع أو جزء من الخديعة. لذلك على السودان، وتحديداً القوات المسلحة السودانية، أن تتوقف عن التعامل مع الملف الإماراتي بأسلوب “الإبرة” الدبلوماسية، وتنتقل إلى خطوات استراتيجية واسعة وتحالفات ثقيلة الوزن. و الصين هي الخيار الطبيعي والمُلحّ .. تحالف اقتصادي عسكري مع الصين يضمن مصالح السودان دون التدخل في شؤونه السيادية. فالصين لا تطلب تغييرات داخلية، ولا تُقايض التعاون بالسياسة، بل تسعى للاستثمار من “الإبرة إلى الصاروخ”.

 

 

الزمن لا ينتظر أحداً، والحرب لا تعرف الحياد…ومن لا يمتلك القوة، لا يُحسب في ميزان العالم.

تعليق 1
  1. Babco يقول

    لا تفاوض ولا إستسلام
    الجيش السوداني وشعبه لن ولم يرضخوا لأي إملاءات خارجية مهما كان الثمن
    جيش يقف خلفه شعبه ومتوكلين علي الله لن ولم ينهزم بإذن الله تعالى
    جيش واحد وشعب واحد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.