متابعات- الزاوية نت- كتب القيادي في تحالف صمود خالد عمر يوسف “خالد سلك” تعليقا على وقف الحرب بين إيران وإسرائيل، قائلا: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، لينزع فتيل حرب كادت أن تعصف بالسلم والأمن الإقليمي والدولي.
مبديا أمله أن تحترم أطراف النزاع هذا الاتفاق وألا يتعرض لهزات تعيد تفجير النزاع من جديد، خصوصاً على ضوء بعض التصريحات التي تحدثت عن خروقات للاتفاق في بداياته، فالوقت الآن للجلوس لتفاوض يعالج القضايا الأساسية التي ظلت تمثل عامل زعزعة لاستقرار الإقليم خلال الفترة الماضية.
حبذا لو قاد هدوء الجبهة التي اشتعلت في الشرق الأوسط مؤخراً، لأن يتذكر البعض مجدداً أن هنالك حرب طاحنة لا زالت تدور في بلادنا، صنفها العالم “بأنها الأزمة الإنسانية الأكبر على وجه الكرة الأرضية”، لا زال القتل والنهب والتعديات مستمرة بصورة يومية، وبلغ عدد من دفعتهم الحرب كلاجئين ونازحين 14 مليون شخصاً، تفرقت بهم السبل دون إجابة واضحة لسؤال العودة لممارسة حياتهم الطبيعية التي دمرتها حرب الجنون الكامل هذه والتي لا يعلم أحد متى تضع أوزارها.
كشفت الأيام الماضية درجة عالية من النفاق وغياب الاتساق، فمن يطالع دعوات السلام وتحكيم العقل التي تصدر من أبواق الحرب في بلادنا موجهة للمتقاتلين في الشرق الأوسط، لا يملك إلا أن يرفع حاجب الدهشة ويتساءل، ألا يستحق أهل السودان كذلك ذات الأمنيات الطيبة بالسلام وصمت أصوات البنادق؟ هل القضايا يمكن حلها بالتفاوض في الشرق الأوسط، بينما قضايا بلادنا دون قضايا العالمين “توووحسم بالسلاح” فقط لا غير؟!
لم تتبقى كذبة حول هذه الحرب ولم تسقط. هي حرب الشراهة لحيازة السلطة والمال والقوة العارية التي لا تقيم وزناً لحياة الناس ومعاناتهم. هي حرب لا مسوغ أخلاقي لاستمرارها، وتجريم الأصوات الداعية للسلام بواسطة أبواق الحرب ما هو إلا حيلة لإخفاء عورة تكسبهم من هذا العبث الإجرامي. وقف الحرب بيد أهل السودان أولاً وأخيراً، ستنتهي الحرب حين يسود صوت التعقل ويحاصر دعاة القتال، ستنتهي في اليوم الذي تنزع عنها كل مشروعية، وتدرك أطرافها انه لا جدوى من الاستمرار فيها وأن طاولات التفاوض هي المكان الأمثل لحل قضايا النزاع. نأمل أن يكون هذا اليوم قريباً، فكل يوم يمضي نفقد فيه ما لا يمكن تعويضه لاحقاً.