العيد في السجن والمصحة.. عندما امتزجت المشاعر

0

هنا جدران وهناك جدران.. هنا شباب وهناك شباب.. وراء الاسوار الشاهقة يوجد من سلبت الأقدار حريته وحكمت عليه أن يقضي عقوبته محبوساً حتى يعود لاحقاً إلى الحياة وقد تعلم من الأيام ، وخلف تلك الأبواب يوجد من يبحث عن العلاج ليسترد عافيته ويعود مثلما كان ينبض حيوية.

 

 

 

وبين سجن كسلا العمومي ومصحة الأمراض النفسية مساحة لا تتجاوز الكيلو متر والقاسم المشترك بين النزلاء هنا وهناك أنهم قضوا العيد بعيداً عن الأهل والأحباب، ورغم ذلك لم يحرموا أنفسهم من الفرح الذي هو إحساس بصرف النظر عن المكان والزمان، تحدوا الظروف وانتزعوا الابتسامة من بين براثن وحشة الأيام.

 

 

 

في السجن العمومي وبرفقة والي كسلا اللواء ركن م الصادق الأزرق ذهبنا للمعايدة إلا إننا وجدنا أن النزلاء هم العيد بوجهه النضر ببشاشتهم وابتساماتهم وبياض ثيابهم فادخلوا فينا الفرح بصبرهم وتمسكهم بالأمل بأن باكر سيكون أفضل وأن الطريق الذي قادهم إلى السجن لن يمضوا على هداه مُجدداً.

 

 

 

خرجنا وفي الأنفس فرحة بالعيد بين النزلاء غير أن ثمة حسرة غشيتنا سحائبها من واقع أن المخدرات هي التي وضعت عدد مقدر منهم وراء القضبان وجزء خلف أبواب المصحة، وهذا يعني أن المخدرات عدو حقيقي يجب التصدي له لأنه يحرم البلاد من سواعد كما أشار والي كسلا تبدو في أمس الحوجة لها للاعمار والنهضة، ولهذا فقد بدأت كسلا الرسمية والشعبية حرب لا هواده فيها ضد العدو القاتل من أجل مستقبل أمة تكافح ونهضة وطن يثابر.

صديق رمضان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.