حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي في حوار ساخن: مبارك الفاضل ليس شخصًا “صاحب قيمة لأرد عليه”

0

حوار- محمد جمال قندول- برز اسم حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان، كأحد الفاعلين الأساسيين في المشهد السياسي والتنفيذي .

فالرجل الذي عركته التجارب السياسية والمعارك الحربية، يقود أحد أهم الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا، فضلًا عن وجود قواته المقاتلة في معركة الكرامة، هذا إلى جانب تقلده منصب حاكم إقليم دارفور، عوضًا عن تاريخه النضالي القديم والمتجدد، صحيفة (الكرامة) استنطقت “المارشال مناوي” في حوار توقفت عبره في محطات عديدة مثل: فشل مباحثات الحكومة والإدارة الأمريكية، وموقف القوات المشتركة ومشاركتها في الحرب، وغيرها والعديد من المحاور، فبماذا أجابنا المارشال:

 

كيف تقرأ فشل المباحثات التي كان من المقرر لها أن تُعقد بالقاهرة بين الحكومة والولايات المتحدة الأمريكية لإنفاذ مخرجات جدة الأسبوع الماضي؟

 

هذه المباحثات بدايتها خاطئة، لأنّ مشروعها وهدفها غير واضح.. بالنسبة للحكومة السودانية فان أهدافها كانت ولازالت واضحة جداً ، ومنها ان تبدأ أي مفاوضات من حيث انتهى إعلان جدة وذلك بتنفيذه. أما الموقف الأمريكي فكان يقول إنّ هذا الحديث ممكن ولكن كان لديهم خيار و ملاحظات في نوع الوفد، وبالتالي مسألة اختيار الوفد، واعتقد أنّ هذا كان مكمن الفشل .. والشيء الذي لم يقال هو ان أمريكا تريد وفد الجيش و ليس وفد الحكومة السودانية، والحكومة كونت وفدًا نموذجياً يمثل كافة مكونات وأجهزة الدولة السودانية، وهذا هو المطلوب في اي مفاوضات جادة تسعى لتحقيق السلام.

 

رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل كان قد كشف عن إلغاء مصر وأمريكا للمباحثات المقررة بسبب إضافة ممثلي الحركات للوفد؟

 

أنا لا أحب أن أتحدث عن الأشخاص، وبتقديرنا لمبارك الفاضل ولكن هو ليس الشخص “العندو قيمة لأرد عليه”.

 

مبارك الفاضل كثر هجومه عليكم في الآونة الأخيرة؟

أشباه مبارك كُثر، وربما هذا ليس موقفه الشخصي وإنّما أشباه وموقف العنصريين جميعهم.. هكذا يتحدثون عن الحركات وإقصاء الآخرين. والحركات الآن في الميدان سواءً كانت في الميدان السياسي أو العسكري، ولكن الذين أقصوا الناس هم الذين خارج الميدان، وبالتالي الذي يغرد خارج السرب لا يرد عليه.

 

كيف تقرأ الراهن العسكري؟

ربما الحرب أصبحت بوتيرةٍ أقلّ من البدايات، ولكن مازالت موجودةً، والقوات المسلحة والنظامية الأخرى والمشتركة وكل قطاعات الشعب على قلب رجل واحد، ونتمنى أن تُحسم الحرب قريباً لصالح الشعب السوداني ووحدته وتعاد سيادة وكرامة البلاد.

 

 

على ضوء المتغيرات التي تطرأ بين الحين والآخر، أيهما الأقرب: الحسم العسكري أم التفاوض؟

 

حتى لو تم الحسم النهائي يجب أن نتفاوض مع فلول المليشيا و حاضنتها السياسية، لأنّ التفاوض هو الحوار والحوار هو لغة العصر.

هذه الحرب فُرضت علينا من قبل مليشيا الدعم السريع، و لا نقاتل حباً في القتال، بل حُباً لبلادنا و شعبنا ، ومتى ما أرادوا السلام سوف نذهب للسلام وليس للاستسلام.

 

 

ما هو موقف القوات المشتركة بدارفور؟

 

القوات المشتركة لا تقاتل في دارفور وحدها لتسألني عن موقفها في دارفور ، وإنّما تقاتل مع القوات المسلحة في كل محاور العمليات ، أي بالخرطوم والجزيرة و غيرها من مناطق انتشار المتمردين.

 

موقف الفاشر التي تشهد عملياتٍ متبادلة بين التمرد والقوات المشتركة، هل لك أن تقدره؟

 

الوضع بالفاشر مطمئن، و إن شاء الله لن تسقط الفاشر كما تسعى المليشيا وتنتظر حاضنتها السياسية ، و الفاشر ستحرر بقية مدن دارفور .

 

هنالك مطالبات بتشكيل الحكومة، وذلك على ضوء أوضاع البلاد التي تشهدُ أزماتٍ على جميع الأصعدة؟

 

تشكيل الحكومة أمرٌ مهم، وإن كان هنالك قوى سياسية بموقف واحد وتقدم رؤية واحدة، يجب أن تشكل الحكومة اليوم قبل الغد ..و تشكيل الحكومة يجب أن يخضع للقوى السياسية وليس بـ”مقترح عسكري” ويتم تنفيذه.

 

ولكن اعتقد بأنّه تم جمع القوى السياسية لمشاورتهم في أكثر من سانحة؟

 

نعم في فترة من الفترات، وقبل حوالي شهرين اجتمعنا وقدمنا رؤيةً كانت قانونيةً أكثر من كونها سياسية، وكانت فتوى قانونية بأن تقوم الحكومة الحالية بتشكيل حكومة انتقالية مدنية دون المضي قدمًا بالاتجاه لتغيير الدستور، فهذا ما تم تقديمه، وفعلًا أُخضع لمشاورات بين مجلس السيادة والقوى السياسية نفسها، ولكنّ كان يجب على مجلس السيادة أن يقدم بنفسه الدعوة للقوى السياسية ليجد ما هو المطلوب، والمطلوب كان ترشيحات الشخصيات ولكنّ هذا لم يحدث، أما دور القوى السياسية هو تقديم الرؤية السياسية والقانونية لمجلس السيادة للبت فيه.

 

على ضوء الضبابية التي تحيط بالمشهد، المواطن فقد الثقة بالقوى السياسية ألا توافقني؟

 

أتفق معك، ويجب على القوى السياسية مخاطبة قضايا المواطن في بوتقة ما حتى لو فقد الثقة فيها، واعتقد بأنّ الساحة فيها من يرفع صوته لصالح المواطن وليس بالضرورة النظرة بالكم وإنّما بالكيف، أي بكونه سودانيًا ولديه صوت يجب أن يستشار .. ولا بديل للقوى السياسية إلّا القوى السياسية ، لأنّ الأزمة في النهاية ستنتهي بعمل سياسي.

 

“مجموعة تقدم” هل استنفدت كل فرصها في البقاء بالمشهد؟

 

لا أبدا..مازالوا موجودين مع الملاحظات الوطنية والاتهامات والأفعال الكثيرة، بما في ذلك “خيانات” وغيرها، ولكن مازالوا موجودين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.