سفير السودان في الأردن حسن سوار الذهب في حوار مهم يتحدث عن المبادرة الأميركية ومنبر جدة ودور مصر

0

حوار- ولاء عمران- في حوار إنساني سياسي فني التقت الزميلة ولاء عمران، بسيادة السفير السوداني بالمملكة الأردنية الهاشمية،”حسن سوار الذهب ” وفي أروقة مهرجان ” جرش للثقافة والفنون “، ورحب سعادة السفير بالزميلة ولاء بحفاوة كبيرة، متحدثا عن محبة جارفة لمصر وذكريات طفولته ودراسته في القاهرة التي قال إنها لا تزال محفورة في قلبه وعقله.

 

دعا زميلتنا إلى مكتبه بالسفارة السودانية بمدينة عمّان الأردنية ، وبدأ حديثنا عن الفن والثقافة وكيف أن الفنون هي القوى الناعمة التي لا يوجد فيه حدود جغرافية ، وتطرقنا إلى الحديث عن أزمة السودان وكيف أصبح الوضع الآن ، وكيف يري سيادته مستقبل السودان في ظل هذه العتمة والحروب التي تلاحق وتحاوط الشعوب العربية من كل اتجاه.

 

سيادة السفير كيف وجدت الدورة الثامنة والثلاثون من مهرجان جرش خاصة وأن لها طابع خاص وتحمل شعار ” ويستمر الوعد ” دعما للقضية الفلسطينية؟.

 

في البداية أوجه الشكر لحضوركم بالنسبة للمهرجان فقد نسترجع القرون التي قد خلت وتركت لنا هذا الأثر الذي نستنبط منه هذا المهرجان في منطقة “جرش” الأثرية، فمن ليس له ماضي ليس له حاضر وليس له مستقبل.

 

هذا الماضي المستقى من تلك الأعمدة ومن تلك المدارج الموجودة في هذه المنطقة والتي منحتها زخما تاريخيا ، وأثرا لا تخطئه العين فأضافوا إليه هذا المهرجان بهذه الصورة القشيبة التي نراها في كل عام تتجدد وبشكل أفضل ، وأن الله سبحانه وتعالى قد حبا هذه المملكة في هذه الأسرة الهاشمية التي حافظت على وحدته ولحمته ، إضافة إلى أن هذا المهرجان لا يقتصر فقط على الفن الأردني لكنه شامل لكل الدول العربية ولكل الثقافات المختلفة، وهذا الإثراء الذي نجده في مهرجان ” جرش ” يضيف لثقافتنا العربية وهذا الإصرار أن تكون هذه الدورة مخصصه للقضية الفلسطينية وجعلها في قلب كل عربي ، وكان ولا بد أن نضعها في إطارها، نعم نحن نشاهد كل يوم مآسي وأخبار ، وبالفن والحماس الموجود نواجه طبول الحرب ، وإيماننا بالقضية نابع من داخلنا.

 

هذا العام برغم ما تواجهه غزة من حرب إبادة إلا أن هناك فرقا فلسطينية شاركت بالمهرجان ، لكننا لم نرى أي مشاركات سودانية ؟

 

للأسف لم نستطع المشاركة هذا العام بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها السودان ، وقد شاركنا العام الماضي في جرش ، بفرق سودانية ، ومطرب سوداني وإن شاء الله في العام القادم سنقوم بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية ، وإدارة مهرجان جرش وسيكون لنا حضورا مميزا ومختلفا ، فالسودان بلد متعدد الثقافات ولدينا ألوان مختلفة غنائية متعددة لا نستطيع حصرها . ويكفي أن السلم الخماسي الموسيقى الذي ينتهجه السودانيون في الغناء، وأصبح حلقة الوصل بين الثقافة العربية والثقافة الإفريقية

 

 

وكيف تري سيادتك دور مصر الداعم للسودان في أزمته الحالية؟

 

مصر يا أخت بلادي الشقيقة، يا رياض عذبة النبع وريقة ، مصر يا أم جمال ، مصر يا أم صابر يا أخت بلادي هذه حقيقية، حينما نتحدث عن مصر سأذكر ذلك التآلف ما بين السودان ومصر ويكفي أنه في عام ١٩٦٧ كان السودان حاضن لمصر ، وفي حرب النصر والتحرير عام ٧٣ ١٩ التي أثلجت قلوبنا جميعا كنت وقتها في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة قصر الدوبارة وكان أستاذي ” صابر ” شهيدا في أول أيام الحرب ، وتأثرت كثيرا باستشهاده ، ووقتها كان السودان حاضرا ، وبعد ذلك تم التكامل الاقتصادي بين مصر والسودان في السبعينيات ، وحينما قامت الثورة الشعبية في السودان عام ١٩٨٥ ظلت العلاقات ممتدة ومتميزة بين مصر والسودان ، هذه العلاقة التي لا يستطيع أحد على وجه الأرض أن يوصمها أو يفرقها ، وما حدث من مصر إبان أزمة السودان الأخيرة واستقبال مصر لهذا الكم الكبير من السودانيين إنما ينم عن طيب خاطر ورؤية ثاقبة ومحبة ومودة ، ولا أستطيع أن أصف أكثر من ذلك ، ولكن حينما تجد هذه الدماء التي تسرى في عروقنا تسقي ، وتستقى من نبع واحد وهو النيل وهذا أول رابط زرع في قلوبنا المودة والمحبة والرحمة فيما بيننا ، ولا بد أن يكون دائما بيننا ” لحمة ” لإننا شعب وادي النيل ، تربينا على دين واحد وقيم واحدة وعلى تاريخ واحد ، وحينما يفكر السوداني في قضاء أجازه يذهب إلى مصر فهي بالنسبة لنا المتنفس وهي الروح ، شعب مصر البسيط الطيب صاحب القلب الكبير وشعب كما يقولون ” ابن نكته ” يستقبلنا بسعة صدر ومحبة حقيقية وابتسامة وود.

 

 

كيف تري الأوضاع في السودان الآن وإلى أي طريق ستسير في ظل المبادرة الأمريكية السعودية لحل الأزمة؟

 

المبادرة الأمريكية السعودية مازالت قائمة ولا زالت هناك مطالبات بالعودة إلى منبر جدة، هذا المنبر كان من قبل الحكومة السودانية ومجلس السيادة السوداني مشروط بخروج هؤلاء المتمردين الذين تمردوا على السلطة من كافة مساكن المواطنين وكافة مناطق المشافي والمرافق العامة وكافة الوزارات والجلوس إلي. مائدة المفاوضات ولكن هذا لم يتحقق ، واستمرت الحرب ، واستمر الدعم الخارجي لهذه الجماعات المتمردة ، وكان لا بد للجيش السوداني والحكومة أن تتصدى لهؤلاء المتمردين ولهذه الهجمات التي تقوم بين الفينة والفينة ، ولكن الحرب سجال وهؤلاء يحاولون التمدد والجيش يتصدى ويسيطر ، وحاليا الجيش يسيطر على كثير من المناطق فإذا كان هناك  في السودان “١٨” ولاية فمنهم “١٥” ولاية كاملة تحت سيطرة الجيش والحكومة السودانية ، والمسألة مجرد وقت لإن الجيش يتعامل بمهنية عالية ويعرف كيف يتحكم في الوقت المناسب ، هذا الجيش السوداني العظيم صاحب التاريخ المشرف الذي سنحتفل بمئوية تأسيسه العام القادم ، والذي خاض وشارك حروبا كثيرة ومستمرة ، أعطني جيشا يستمر طوال هذه السنوات من الحروب يطل بنفس القوة والثبات ، إذا كانت الحرب مباشرة لكان الأمر انتهى من فترة طويلة ، ولكن نحب نحارب عصابات وهي التي تطيل أمد الحرب ، وقريبا جدا سيقضي الجيش عليهم.

 

سيادة السفير بصراحة شديدة هل كان قرار إنشاء قوات الدعم السريع ليكون قوة موازية للجيش خطأ منذ البداية ؟

 

عندما نتحدث عن ذلك لا بد وأن نذكر كيفية قيام الدعم السريع، في البداية كان عبارة عن قوات حرس حدود وتطور إلي قوات مساندة باعتبار أن هناك مناوشات مع بعض القوات الخارجة عن القانون في ذلك الوقت وكان الدعم السريع هو الأقرب والأسرع في التصدي لهم، إلى أن تطورت بقانون في عام ٢٠١٣ وأصبحوا في زمن الحكومة السابقة والتي تم فيها إنشاء الدعم السريع وتم منح قائد الجيش حاليا درجة ” عميد ” بالجيش السوداني حتى ترقى ، وهو لفترة كان مساندا للحكومة وتحت إشراف القائد العام للقوات المسلحة ، وإلى ذلك الوقت كانت قوات داعمة إلى أن تمردت.

 

وحينما تجد مجموعة هادرة من هؤلاء يواجهون مجموعة بسيطة حيث أن الجيش السوداني موزع في أنحاء السودان ، جرّأهم  وحاولوا الاستيلاء على القيادة ولكن بسالة الشعب السوداني والجيش هما من حافظا على المؤسسات ، والان الجيش السوداني أثبت للعالم كله أنه هو من يحمي البلاد والشعب كله بلا استثناء يقف خلف جيشه لإن ماعاناه من هذه الميليشيات المتمردة لا يوصف

 

ولك أن تتخيلي أن أحد الأقرباء اتصل بي منذ أيام وأخبرني أنهم جاءوا إلى منزله وطالبوا زوجته بالخروج فرفضت ، فقتلوها أمام عينه ضربا بالرصاص ، والأمر الذي يندي له الجبين أنهم حينما يقتلون يكبرون ويقولون ” الله أكبر ”

 

ذكرت في حديثك أن هناك قوات تدعمهم من الخارج فمن هذه القوات ؟

 

هناك دول جوار تدعمهم بصورة ما طمعا في أرض السودان وثرواته ، وطمعا في هذه البقعة الخلابة من العالم فالسودان في قلب إفريقيا وبه أجمل منطقة ممكن أن يراها إنسان وهي ملتقى النيلين بالخرطوم .

 

 

وهل تم تصنيفهم كجماعة إرهابية وهل طالبتم بمحاكمتهم دوليا ؟

 

تم تصنيفهم بالفعل بالسودان كميليشيات إرهابية ونحن نطالب المجتمع الدولي باعتبارهم جماعة إرهابية مساحة ، وقد قدم السودان كافة الأدلة لكل الدول على مستوى مجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الدولية ، وموجود ملفات كاملة على جرائم هذه الجماعات وما فعلوه بالشعب السوداني والممارسات التي تحدث في السودان هي محاولات لتدمير الهوية السودانية وطمس كل ما هو سوداني ومحاولة تغيير ديموغرافي في السودان ، ومحاولة لإعادة وتسكين وتوطين ما يسمى بعرب الشتات ، وإذا لا قدر الله وحدث ذلك ستكون كارثة على المنطقة والقارة والوطن العربي بأكمله لأننا نؤكل من أطرافنا

 

سيادة السفير في نهاية حديثنا هل تري شعاع نور أو بصيص من الأمل ليخرج السودان من أزمته عما قريب ؟

 

نعم وقريبا جدا سيحدث ذلك ، والأخبار الجيدة الآن هي أن” بور سودان” أصبح قبلة من الزيارات التي تدعو إلى التهدئة وتقدم الجيش السوداني بهدوء وروية وحنكة يحمي مناطق كثيرة والأمل موجود في الله ، والنصر قريبا بإذن الله .

نقلا عن صحيفة اليوم الثامن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.