سهير عبدالرحيم- احتفاء القحاتة والكيزان
خلف الأسوار- سهير عبدالرحيم- احتفاء القحاتة والكيزان- احتفاءُ القحاتةٍ يومَ أمس بما ورد في مقالي من أخطاءٍ لازمت زيارة رئيس الوزراء كامل إدريس إلى نيويورك ، ذكّرني بأخطاءٍ قاتلةٍ لازمت زيارة حمدوك لدول الاتحاد الأوربي ، بمعنى: (أب سنينة بضحك على أب سنينتين).
وقتها أحتفى الكيزان أيضاً بمقالين لي عن زيارة رئيس الوزراء آنذاك عبدالله حمدوك،
و كنت قد كتبت مقالاً بعنوان “جلطات في زيارة حمدوك”ذلك حين كنا في غفلةٍ من أمرنا وحالةٍ من الغيبوبة التامة، واعتقدنا وقتها انه الرجل المخلص، البطل الهصور، الذي سيجعل السودان جنة إفريقيا ، جاء فيه:
أحياناً أشعر أن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، مثل (خضراء الدمن)، أي بمعنى آخر :الحسناء في المنبت السوء، وذلك لأن الحقيقة التي لا ينبغي أن نهرب منها أن الطاقم المساعد للدكتور حمدوك ليس بمستوى كفاءة الرجل.
ولنبدأ بالفضيحة الأولى لدى زيارته الأخيرة لدول الاتحاد الأوروبي .ما حدث أنه ،وفي الوقت الذي كانت طائرة حمدوك تحط رحالها في مطار بروكسل، كانت هنالك رسالة لدى إيميل المراسم لم تتم طباعتها بعد..!! الرسالة مضى عليها أكثر من عشرة أيام
ملخص الرسالة: أن مراسم حمدوك، وحسب البروتوكول، ينبغي أن تُخطر مكتب الأمن الفدرالي البلجيكي بواسطة وزارة الخارجية البلجيكية بعدد طاقم حراسة حمدوك ،و عدد قطع السلاح التي يحملونها ،وأرقامها ونوعها، وأن يُرفق كشف بأسماء طاقم الحراسة وجوازات سفرهم ،حتى يتسنى للأمن الفيدرالي الاستيثاق منهم وفحصهم
المخاطبة مهمة حتى يتسنى لطاقم الحراسة الدخول بذلك السلاح بعد مطابقة بيانات عدد قطع السلاح وأرقامها، وصور وبيانات جوازات السفر للأشخاص المخوَّل لهم حملها
ما حدث أنه ،وعقب مخاطبة الخارجية البلجيكية، قام الأمن الفدرالي البلجيكي بالرد عبر خارجيته بالموافقة عبر رسالة في الإيميل، تلك الرسالة، والتي يفترض أن تكون بحوزة رجال المراسم لم تتم طباعتها..أي نعم والله!! الطباعة الواحدة دي..حيث إن على رجل المراسم طباعتها وتقديمها للأمن الفدرالي
الذي حدث أن طائرة رئيس الوزراء وصلت، وتم حجز السلاح إلى حين أن يقوم موظف المراسم بعمل (Print) للإيميل الذي وصل إليه في الخرطوم قبل ما يقارب عشرة أيام
لكن من الواضح أنه لا يوجد من (يشيّك) على الإيميل، ولا من يتابع نتائج المراسلات، لا أحد يهتم..!! أو ربما اعتقد موظف المراسم أن مهمتهم تنتهي عند إعلام الأمن الفدرالي بأنه فلاناً وعِلاناً سيأتون حاملين سلاحاً بالنوع كذا بالرقم كذا
يعتقدون أن مهمتهم تنتهي هنا، دون انتظار رد من الأمن البلجيكي بخطاب موافقة ينبغي إبرازُه عند وصول طائرة الرئيس وطاقم الحراسة
ما حدث.. أن حمدوك ظل في صالة كبار الزوار في انتظار موظف المراسم ليعمل (Print) للإيميل، ليتسنى لحرسه مرافقته
أما طاقم حراسة حمدوك، فقد كانوا الأعلى كعباً، حيث سجلوا موقفاً يدل على احترافيةٍ عالية جداً، برفضهم أن يتحرك حمدوك مع الأمن البلجيكي دونهم أو دون سلاحهم
انتظر الجميع طباعة الإيميل والإفراج عن السلاح ،ومن ثم تحرك بعدها الموكب، إن هذا الخطأ، وبكل شفافية، تتحمله تماماً وزارة الخارجية وإدارة المراسم فيما بينهما
خارج السور
انتظروا جلطة الفندق..!!
وجلطة داخل مباني الاتحاد الأوروبي
حين كتبت هذا المقال ،علّق الكثيرون من القحاته في قروبنا آنذاك (مطبخ البوفيه ) الذي تحول عقب نجاح الثورة الى اسم (ترس الثورة) أنه لا ينبغي أن أكتب عن هذه الأخطاء حتى لايشمت الكيزان في حمدوك .
نفس الأفكار والسيناريوهات، ياهؤلاء وأولئك ؛الأخطاء لا تعُالج بالصمت.

الآن أصبح واضح وضوح الشمس أن الرؤساء وكبار المسؤلون وخاصة الذين يحملون درجات علمية وخبرات كبيرة تؤاهلهم لقيادة السودان لبر الأمان بغض النظر إذا أتفقنا معهم او لم نتفق هؤلاء السادة يتعرضون لمرمطة وبهدلة فى ظل الفوضى التي تعيشها البلد وهذا نوع من الحرب الخفية أخطر من حرب الدعم السريع ولا أحد يتعرض للمحاسبة والمساءلة حتي لا يتولي أي إنسان له كفاءة ويحترم نفسه مسؤلية كبيرة وبذلك يجد الشمتانين والذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب فرصة للاساءة والسخرية من السودان