عمليات كردفان الكبرى.. تشتيت القوات
تشتيت القوات- كردفان الكبيرة
بقلم- محمد مصطفى محمد صالح
الخداع الاستراتيجي ليس مفهوماً جديداً في الحروب بل هو عمود ثابت في فنون القتال عبر العصور العسكرية المتقدمة والمتأخرة على حد سواء من معارك نابليون إلى خطط إروين رومل في الصحراء وصولاً إلى حروب الشرق الأوسط الحديثة لطالما كان تحويل نظر العدو وتغيير مسار معركته أحد أهم أسرار النصر في ساحات معقدة ومتشابكة.
ما فعله الجيش اليوم في كردفان ليس مجرد تحرك ميداني بل تنفيذ ذكي لما يُعرف (بالإشغال القتالي) هدفه جر قوات المليشيا.. من تموضعها وجر الاعداد الضخمة التي تحاصر بابنوسة إلى جبهات جديدة جرى إعدادها بدقة في كازقيل وجنوب الأبيض وشمال كردفان هذه ليست معارك نهائية بل مصائد محسوبة تستنزف القوة وتربك القرار وتضعف التركيز في الجبهة الرئيسية.
أرسلت المليشيا متحركات الي بابنوسة لتزيد عمليات الخناق وقتها جاءت عمليات الجيش في محاور كازقيل كصفعة مزدوجة أجبرته على إعادة توزيع القوات بل وسحب وحدات من عمق غرب كردفان لتغطية خطوط قتال جديدة تم فتحها بحنكة الهدف لم يكن استعادة أرض فقط بل ضرب عقل العدو الميداني وتفكيك إيقاعه العملياتي في توقيت حرج.
المليشيا التي لطالما اعتمدت على الاندفاع والصدمة وجدت نفسها أمام معركة ذكاء وإرهاق وليست فقط نيران واشتباك عمليات التشتيت التي أطلقتها القيادة العسكرية لم تكن مغامرة بل خطوة مدروسة تستند على فهم عميق لطبيعة العدو الذي ينهار بسرعة حين يُجبر على الانتقال من الهجوم إلى الدفاع ثم إلى الفوضى
