ما حدث في الأبيض والنهود

0

كتب يوسف عبد المنان- تحت عنوان “أحداث الأبيض والنهود.. التحرير والتغير” مشاهدته مدينة الأبيض ليلة السبت ما كان حدثا عابرا ولا هو انتقام من المليشيا على الضربات الموجعة على رأس الأفعى في نيالا ولكنه حدث بالغ الدلالة السياسية والأمنية وذلك بعد أهم حدثين شهدتهما ولايات كردفان منذ سقوط الإنقاذ.

 

الحدث الأول زيارة الفريق شمس الدين كباشي التي جاءت في وقت تتأهب فيه المليشيا لهجوم كبير على مدينة الأبيض عاصمة الإقليم واستطاع الفريق شمس ترتيب الأوضاع العسكرية والأمنية والسياسية بما حقق الانتصار وتحرير بارا، وجاءت زيارة الفريق البرهان إلى الأبيض وبارا كثمرة لجهود رجال صدقوا مع شعبهم قادة الفرقة الخامسة مشاه الهجانة.

 

ولكن الأبيض شهدت يوم السبت أحداثا لم تجد حتى اللحظة القراءة الموضوعية لتحديد أهداف المليشيا مما صنعته في تلك الليلة وقد نشطت غرف إعلامية بعضها بعضها داخل الأبيض ونشطت اجتماعات عناصر الجنجويد التي دخلت الأبيض مشرعة الأبواب والأسوار وهي تمارس نشاطها الداعم للجنجويد ونشرت تلك الغرف بالاتفاق مع قيادة الدعم السريع خبرا مدسوسا مسموما عن تحرير مدينة النهود.

 

وبدأت احتفالات وهمية وإطلاق نار من داخل الأبيض من قبل عناصر لا تتبع للقوات المسلحة ولا المشتركة وتم تحريض المواطنين للخروج للشوارع وذلك حتى يسهل ضرب المواطنين بعد ثلاثين مسيرة انطلقت من نيالا في ليلة كان مقدرا لها أن تحدث فظائع وموت بالآلاف لولا عناية الله ويقظة الدفاع الجوي وفرسان الهجانة الذين أسقطوا سته وعشرون مسيرة وأصابت أربعة منها الأحياء المدينة وسوق محصولات الأبيض وأحدثت تخريبا واسعا وأضرار بممتلكات المواطنين.

 

إن الأبيض مدينة تعيش فراغا سياسيا وبلا والي له قدرات في حشد إرادة أهالي كردفان وقد أثبت عبدالخالق فشله في إدارة الولاية التي زارها البرهان وهو مقيما في بورتسودان يمتع نفسه بدهشه ليالي البحر المالح بينما يعبث الجنجويد بأمن شمال كردفان وتنشط عناصر المليشيا في التعبئة وأبناء الأبيض المخلصين أياديهم على قلوبهم خوفا من مصير مدينة النهود التي سقطت من الداخل قبل دخول قوات السافنا.

 

والنهود يمثل تحريرها اليوم الأولوية التي ينبغي توحيد كل الجهود لرد العدوان وتحرير دار حمر وفك أسر أمير أمراء السودان قبل التفكير في التغير لأن تحرير الآن هو الفريضة وما دونه سننا وبعض من أبناء غرب كردفان يصوبون بصرهم نحو كرسي والي لا يملك أرضا يحكم من خلالها وحتى ذلك الحين فإن وحدة الناس وحشد إرادة التحرير مقدمة على تغير الحكومات التي جاءت حكومة بورتسودان ولم يأتي بها أهل النهود وصقع الجمل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.