متابعات- الزاوية نت- أجرى رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت تغييرات مفاجئة في فريق حماية وتأمينه، في خطوة اعتبرها البعض تخوفات تنتاب الرجل الذي يشهد حكمه تصدعا كبيرا وتنامي القلق بشأن اغتياله أو الإطاحة به.
وبحسب مصادر أن قائد فرقة (تايقر) اللواء فيليب نيون أجرى تغييرات واسعة في الطاقم الأمني المقرّب من الرئيس سلفا كير، شملت إقالة العميد بانق وييـو من قيادة وحدة الحماية الخاصة واستبداله بالعميد مدوت آياي كما تم إعفاء العقيد ميوين قرنق المساعد الشخصي للرئيس من مهامه.
ويشهد جنوب السودان حالة من عدم الاستقرار السياسي بعد إعلان السلطات في 11 سبتمبر 2025، اعتقال رياك مشار، النائب الأول للرئيس وزعيم “الحركة الشعبية لتحرير السودان – المعارضة”، وتوجيه تهم ثقيلة إليه تشمل القتل، الخيانة، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
بحسب المعارضة أن الاعتقال ذو دوافع سياسية هدفه إقصاء مشار قبل الانتخابات المقررة، وإعادة تركيز السلطة في يد الرئيس سلفا كير وحده.
وقال الناشط أحمد الأمين إن هناك تداعيات سياسية لاعتقال مشار، تتمثل في أن قادة المعارضة أعلنوا أن الخطوة تعني عملياً انهيار اتفاق 2018، فيما عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها من أن يؤدي الاعتقال إلى تجدد الصراع المسلح.
وأكد أن هذا الأمر لديه مخاطر انقسام قبلي، حيث ينتمي مشار لقبيلة النوير، في حين ينتمي الرئيس سلفا كير لقبيلة الدينكا وان اعتقال مشار قد يشعل مواجهة جديدة بين المكونين الأكبر في البلاد، ومع غياب الاستقرار، تتفاقم أزمة الغذاء والفساد، وسط تدهور البنية الصحية والتعليمية، ما يزيد الضغط على المواطنين.
ولفت إلى أن هناك جملة من السيناريوهات المحتملة أبرزها تصعيد عسكري قد تتحرك قوات موالية لمشار للرد، ما يفتح الباب لحرب جديدة، أو تسوية سياسية قد يتدخل الاتحاد الأفريقي ودول الجوار للوساطة واحتواء الأزمة.
ونوه إلى أن الخلاصة أن اعتقال مشار لم يكن مجرد إجراء قانوني، بل خطوة مفصلية قد تحدد مصير جنوب السودان: إما الانزلاق مجدداً إلى الحرب، أو البحث عن صيغة جديدة للسلام والاستقرار.
إلى ذلك أظهرت إحصاءات حديثة لجمعية أدفيل، استنادًا إلى دراسة أجرتها هيئة تمكين المجتمع في بروغنانو (CEPO) أن أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم بسبب حوادث السير في جنوب السودان منذ يناير 2025، مع تسجيل ولاية الاستوائية الوسطى، أعلى عدد من الوفيات، بما يزيد عن نصف الحالات.
وأوضح ادمون ياكاني، أن البيانات جُمعت من سجلات الشرطة وتقارير وسائل الإعلام والمكاتب الميدانية، محذرًا من أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى نتيجة عدم الإبلاغ عن بعض الحوادث.
وأكد أن حوادث السير تترافق أحيانًا مع محاولات انتحار، وأن الظروف الاقتصادية الصعبة، البطالة، تعاطي المخدرات، الزواج القسري، وانعدام الأمن الناتج عن عدم الاستقرار السياسي، هي أبرز العوامل المؤثرة.