متابعات- الزاوية نت- كشفت وكالة بلومبرغ عن منع دولة الإمارات ناقلة النفط “بولا”، من طراز “سويزماكس” المحمّلة بثمانين ألف طن من خام “دار بلند”، قادمة من ميناء بشائر في السودان على البحر الأحمر، من الرسو في ميناء الفجيرة ولا تزال عالقة منذ أكثر من أسبوع دون أن تتمكن من تفريغ حمولتها.
وقالت الوكالة إن الناقلة كانت قد أبحرت من مرسى بشائر قرب بورتسودان، قبل أن تصل إلى الفجيرة، أحد أهم المراكز العالمية لتزويد السفن بالوقود إلا أن القرار الإماراتي منعها من الرسو، مما يفتح الباب أمام احتمالية إعادة توجيهها نحو سنغافورة، حيث توجد مرافق بديلة للتفريغ.
واتخذت الإمارات جملة من الإجراءات الاقتصادية ضد السودان، في إطار التصعيد بين الدولتين عقب قرار الحكومة السودانية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع أبوظبي وسحب السفارة السودانية هناك، وفي يوليو الماضي منعت الإمارات هبوط الطائرات السودانية في مطاراتها وكذلك أصدرت “مجموعة موانئ أبوظبي” قرار بعدم استقبال أو تفريغ أي شحنات قادمة من أو متجهة إلى ميناء بورتسودان، حيث دخل القرار بحسب شركة الشحن العالمية “CMA CGM” حيز التنفيذ منذ مطلع الشهر الجاري.
المعلومات المتداولة في الأسواق تشير إلى أن الناقلة “بولا” مرتبطة بعقود مع مجموعة “فيتول غروب” لتجارة الطاقة، بينما تتولى إدارتها شركة “ديناكوم تانكرز” اليونانية، وقد امتنعت الشركتان عن التعليق على الوضع الراهن.
في الخلفية، تأتي الأزمة ضمن سياق التوتر السياسي بين السودان والإمارات، بعدما اتهمت الخرطوم أبوظبي بدعم مليشيا الدعم السريع في الحرب الدائرة ضد القوات المسلحة السودانية. ورغم حساسية الملف، امتنعت كل من وزارة الطاقة والبنية التحتية ووزارة الخارجية الإماراتية عن الرد على استفسارات الصحافة الدولية.
بيانات شركة “فورتيكسا” المتخصصة في تتبع الشحنات أوضحت أن خام “دار بلند” كان يُصدّر في الأشهر الأخيرة إلى ثلاث وجهات فقط: الفجيرة، سنغافورة، وماليزيا. وكانت الفجيرة تستقبل ما بين شحنة إلى شحنتين شهريًا، قبل أن يتوقف التدفق بشكل كامل بفعل الحظر الأخير.
ويرى متعاملون في قطاع النفط أن الأزمة مرشحة للتصاعد إذا لم يتم التوصل إلى ترتيبات بديلة، خصوصًا أن الخام القادم من جنوب السودان يعتمد على الموانئ السودانية كممر وحيد إلى الأسواق العالمية.