متابعات- الزاوية نت- كشفت مصادر عن ترتيبات كبيرة لعودة حوالي سبعة عشر بنكًا سودانيًا للعمل من داخل العاصمة الخرطوم بعد توقف دام أكثر من عامين بسبب الحرب المشتعلة في السودان، وتجري الترتيبات تحت إشراف بنك السودان المركزي الجهة المسؤولة عن العمل المصرفي في البلاد.
وأقدم بنك السودان على خطوات عملية من خلال اجتماع عقده دكتور قرشي سليمان آدم، المدير العام لفرع بنك السودان في الخرطوم، مع الجهات المعنية بالخدمات بالولاية ضمت ممثلين عن لجنة الأمن بالولاية والكهرباء والمياه والصرف الصحي والأراضي بغرض توفير هذه الخدمات في المناطق البديلة التي سيباشر من خلالها البنك عمله بالخرطوم.
وسبقت بنوك كثيرة هذه الترتيبات بالعودة الفعلية إلى العاصمة من بينها بنك الخرطوم الذي إعادة افتتاح فروعه في مدن العاصمة الثلاث أمدرمان أكثر من فرع الخرطوم فرع منطقة الشجرة، وبحري، وكان البنك الرائد والسباق في تشجيع باقي المصارف في الاقدام على الخطوة.
وتعرضت مقار البنوك في الخرطوم، إلى تدمير كبير فقدت بموجبها الأصول والمدخرات من ذهب وعملة صعبة، وسيارات وآليات التي تمت سرقتها من قبل عناصر الدعم السريع، لذلك يتطلب الأمر عمليات إعادة تأهيل تشمل إصلاح البنية التحتية، وتحديث أنظمة التشغيل، وتأمين المرافق الحيوية، استعدادًا لاستقبال العملاء خلال الأسابيع المقبلة. وتشمل هذه البنوك مؤسسات مصرفية وطنية وتجارية، بعضها كان قد نقل عملياته مؤقتًا إلى بورتسودان ومدن أخرى خلال فترة النزاع.
وتواجه البنوك تحديات كبيرة في إعادة التشغيل، أبرزها ضعف الاتصال بالشبكات المركزية، وتضرر الخوادم الإلكترونية، إلى جانب مخاوف أمنية متعلقة بنقل الأموال وتوفير السيولة، وقد أشار خبراء مصرفيون إلى أن العودة التدريجية للعمل في الخرطوم قد تتطلب اعتماد إجراءات يدوية مؤقتة، في ظل تعطل بعض التطبيقات المصرفية الإلكترونية.
وكانت الهيئة الفنية للخدمات المصرفية الإلكترونية (EBS) قد أعلنت في وقت سابق عن استعادة خدمات التحويل بين البنوك بعد توقف دام 20 شهرًا، ما يُعد خطوة مهمة نحو إعادة الثقة في النظام المصرفي الوطني. كما أطلق بنك السودان المركزي غرفة طوارئ لإدارة العمليات المصرفية خلال فترة الحرب، بهدف تسهيل التحويلات الخارجية، وتمويل القطاعات الإنتاجية، وضمان تدفق النقد الأجنبي.
وتأتي هذه الترتيبات في وقت يُعاني فيه المواطنون من أزمة سيولة حادة، وتراجع كبير في القدرة الشرائية، وسط ارتفاع أسعار العملات الأجنبية في السوق الموازي، ما يجعل إعادة فتح البنوك في الخرطوم خطوة حيوية نحو استعادة الاستقرار المالي وتخفيف الأعباء الاقتصادية على السكان.
وبالتزامن مع عودة المصارف تشهد أسواق كبيرة في العاصمة عملًا متواصلًا لإعادة نشاطها أبرزها سوق السجانة لمواد البناء وسط العاصمة وسوق أمدرمان أكبر أسواق مدينة أمدرمان، وهذا الأمر يتطلب إعادة فتح المصارف لتوفير سيولة إلى المواطنين الذين يبحثون عن مبالغ مالية